الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعل تحيته تحية أهل الجنة. تحية الإسلام هي من أهم العبادات التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، وهي تعكس مكانة المسلم في المجتمع الإسلامي. فقد أخرج الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، قال: فزادوه ورحمة الله". وهذه التحية هي التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه مع عمير لما دنا منه وقال: "أنعموا صباحا وهي تحية أهل الجاهلية". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أكرمنا الله عن تحيتك، فجعل تحيتنا تحية أهل الجنة وهي السلام".
إن تحية الإسلام هي السلام، وهي تحية آدم عليه السلام وتحية ذريته. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهميتها في الحديث الذي رواه الطبراني وغيره، حيث قال: "من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه". كما روى ابن السني وأبو نعيم في الحلية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه". وهذا يدل على أن الأولى والأفضل أن يكون السلام هو التحية الأولى، وأن لا يكتفي بغيرها عنها.
وعلى الرغم من ذلك، لا بأس أن يتبع المسلم السلام بلفظ آخر كقول "صباح الخير" ونحو ذلك، كما ورد في الحديث الذي رواه الطبراني وابن السني وأبو نعيم في الحلية. ولكن يجب أن يكون السلام هو التحية الأولى. أما بالنسبة للآية الكريمة من سورة النساء "و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا"، فقد قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيرها بلفظ موجز وبليغ: "أي إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم، أو ردوا عليه بمثل ما سلم، فالزيادة مندوبة والمماثلة مفروضة".
وفي الختام، يجب على المسلم أن يحرص على تحية الإسلام، وأن يجعلها أولى تحياته، وأن يحرص على رد التحية بأحسن منها أو بمثل ما سلم. والله أعلم.