إن السخرية من الآخرين ظاهرة اجتماعية تضفي ضرراً كبيراً على الأفراد والمجتمعات. إنها ليست مجرد عمل حمقاء، بل تحمل العديد من المضاعفات الخطيرة التي تستحق التأمل والتوقف أمامها.
السخرية تعني التقليل من شأن شخص آخر واستهزاؤه عبر تسليط الضوء على عيوبه الشخصية بشكل مؤذي ومثير للضحك. يمكن لهذه السلوكيات أن تأخذ أشكال متنوعة - الكلام، الحركة الجسدية، الإشارة غير اللفظية وغيرها - لكن جميعها تشترك في نفس النتيجة: نشر الخلاف والحزن بدلاً من السلام والألفة.
من أهم الآثار السلبية للسخرية أنها تفصل العلاقات الاجتماعية وتعطل روابط الوصل الكريم بين الأهل والأصدقاء والجيران. كما أنها تنشر بذور البغضاء والكراهية بين الناس وتشجع الدافع الانتقامي لدى البعض. بالإضافة لذلك، فإن المستعرض لهؤلاء الأشخاص لن يبقى متماسكا مع الذات ويتدهور تقديره واحترامه لنفسه بالتدريج.
وتعد السخرية سبباً رئيسياً لتكوين مشاعر الحقد والشحناء داخل النفوس البشرية وذلك لما تسببه من شعور بالإهانة والإذلال. وإذا كانت تلك التصرفات تتم من مسلم لأخيه المسلم فلربما تتسبب بخسارة ثواب الأعمال الصالحة في الحياة الأخرى حسب القران الكريم "أن تقول نفس يا حسرتا علي ما فرطت في جانب الله وإن كنت لمن الساخرين". وبالتالي أمرنا رب العالمين بالحذر منها وإيقافها كونها أحد علامات المنافقين وفقا للشريعة الاسلامية.
ومن خلال رؤية تاريخ ديني وحاضر مجتمعي، ثبت لنا ان السخرية تؤدي لفوضى اجتماعية مستدامة وتحرض أفراد المجتمع علي الثأر ورد الجزاء بالسواء مما يشكل خطرا مباشرا على تماسك النظام الاجتماعي وفيدامته. علاوة على ذلك فإن ممارسات التعالي والاستخفاف بالنعم الإلهية وعدم امتنانها تدفع المرء نحو طريق ضيق يهوي بالعقل والعاطفة الإنسانية حتي لحظة الموت حين يأتي ندامه وخسرانه بلا جدوى!
ثم تحولت مقالة أخيرا لتكون شرح قانون التحريم الشرعي بناءً عل آيت القرآن الكريم والتي تعتبر انتقاد أو ازدرائ اي مجموعة بشر باعتبار اختلافاتها طابع محرم ومعاقَب عليه جزائيآ. ويعزيذه الاطمئنان الناجم بهذا الأمر الى انه حتى لو افترض وجود خصائص فرد أكثر نجاعة بين الطائفتين ، إلا إنه يظل سرا مجهولا الا رب العالمين جل وعلى .
وفي نهاية المطاف عندما يحاول الانسان تجنب الوقوع تحت قبضة مخاطر السخريات فان ذلك يعني أيضا ان نظرة الآخر المختلف بالنسبة اليه ستختزل الي نظرتهم الخاصة ذات المنطلق المتعال ,وهكذا سوف ينظر群他人 بعينا خاطئه مليئة بالقلة . إن إدراك العواقيب المخيفة لسلوك سخريتمثل مفتاح للتغيير الفرداني والاجتماعينحو ثقافة احترام واحتضان تعددالأمزجة والثقافت المختلفة للأجسامالبشرية ضمن دائرةالوحدةالعامة للإنسانيه العليا للعالم.