حكم ظهور القدم في الصلاة: دراسة فقهية

التعليقات · 0 مشاهدات

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فإن موضوع ظهور القدم في الصلاة من

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فإن موضوع ظهور القدم في الصلاة من المسائل الفقهية التي حظيت باهتمام العلماء، حيث اختلفوا في وجوب ستر القدمين على المرأة في الصلاة وخارجها.

ذهب الجمهور، وهم الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، إلى وجوب ستر القدمين بجورب أو ثوب، وهو الراجح -إن شاء الله تعالى- وذلك لما رواه أبو دواد عن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة تصلي في درع وخمار بغير إزار؟ فقال: "إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها". والحديث تكلم أهل العلم في سنده. وروى مالك في الموطإ أن امرأة سألت عروة بن الزبير: "أفأصلي في درع وخمار؟" فقال: "نعم إذا كان الدرع سابغا".

ومن ناحية أخرى، ذهب الحنفية إلى أنه لا يجب على المرأة ستر قدميها، واختاره ابن تيمية وصوبه المرداوي من الحنابلة. واتفقوا على أن كشفهما لا يبطل الصلاة، ولكن تستحب منه الإعادة في الوقت، وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: .

وفيما يتعلق بالمرأة المسلمة التي تحتاج إلى إظهار القدمين أو تتضرر بتغطيتهما، يمكنها أن تقلد السادة الأحناف ومن وافقهم من أهل العلم في عدم وجوب سترهما. ونوصي السائلة الكريمة أن تستر قدميها خارج البيت وفي الصلاة خروجا من الخلاف إذا أمكن ذلك بما لا تتضرر به كإرخاء ثوبها شبرا أو شبرين، ولا يتعين أن يكون الساتر ملاصقا للرجل. والله أعلم.

وبناءً على ما سبق، فإن حكم ظهور القدم في الصلاة يعتمد على عدة عوامل، منها حالة المرأة الصحية والاجتماعية، بالإضافة إلى رأي المذهب الفقهي الذي تتبعه. ومع ذلك، فإن الراجح هو وجوب ستر القدمين على المرأة في الصلاة وخارجها، إلا إذا كانت هناك ضرورة أو حاجة ملحة تمنع ذلك. والله أعلم بالصواب.

التعليقات