تختلف آراء العلماء بشأن قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية، لكن الأرجح هو أنه يمكن للمأموم قراءة الفاتحة عندما يسكت الإمام بعد الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة والتأمين منها. هذا ما يُفسر بناءً على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إنه يؤمكم من تعلم القرآن"، كما ذكر أبو سلمة بن عبد الرحمن عن سكوتتين للإمام يمكن اغتنامهما لقراءة الفاتحة. ومع ذلك، يرى بعض العلماء مثل الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة أن قراءة الإمام تعوض عن قراءة المأموم وفقا لقول الله تعالى "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا". بينما الشافعية يرون ضرورة قراءة المأموم للفاتحة حتى في الصلاة الجهرية استنادًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لم يقرأ بالفاتحة". لذا ينصح المأموم بالحذر للاستماع لإبقاء وقت للقراءة خلال فترة سكوت الإمام. أما بالنسبة للصلاة السرية، فالفقهاء متفقون عموما على أهمية قراءة الفاتحة سواء كنت مصليا انفراديا أم ضمن مجموعة، إلا الحنفية الذين لا يخضعون لهذه القاعدة. وفي جميع الأحوال، تجنب القراءة خلال قراءة الإمام أمر مستحب إلا للضرورة كالبعد أو الغياب النسبي عن سماعه.
بحث
منشورات شائعة