في التاريخ الغني للعلوم الدينية الإسلامية، يُعتبر الإمام البخاري وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل أحد رواد هذه الرحلة العلمية. لقد كانت برمجته للأحاديث النبوية إلى ثلاث فئات - الصحيح والحسن والضعيف - نقطة تحول كبيرة في دراسة وتقييم النصوص الروائية للنبي صلى الله عليه وسلم.
بدأ هذا التقسيم مع كتاب "صحيح البخاري"، والذي يشتهر بأنه واحد من أكثر الكتب إثباتاً في الإسلام بعد القرآن الكريم. هنا قام الإمام البخاري بتجميع أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي اعتبرها صحيحة حسب المعايير الشرعية الصارمة التي وضعتها الحنيفة. وتضم هذه الفئة فقط تلك الأخبار التي هي ثابتة وموثوقة المصدر.
بعد ذلك، يأتي الحديث "الحسن". وهذا المصطلح يشير إلى الأحاديث التي ليست لها نفس مستوى الثبوت كالصحيح، ولكنها تعتبر موثوقة بما فيه الكفاية لتكون مقبولة للاستدلال عليها في الأحكام الدينية. أخيراً، تصنيف "الضعيف" يتضمن الأحاديث التي تحتوي على مشاكل في سلسلة الرواية أو ضعف في سندها مما يؤدي إلى عدم اعتبارها مضمونة بشكل كامل.
هذا النظام ليس فقط أدخل الطريقة العلمية للتقييم في مجال العلوم الإسلامية، ولكنه أيضاً ساعد في تنظيم وإدارة كم هائل من الأمور المتعلقة بالحديث النبوي الشريف. وبذلك، أصبح بإمكان المسلمين الاعتماد بشكل أكثر دقة على ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في حياتهم اليومية وفي بناء عقيدتهم.