معلومات عن حياة ونبوّة سيدنا إدريس عليه السلام

إدريس بن يرد بن مهلائيل، المعروف أيضًا باسم أخنوخ، هو أحد الأنبياء الأوائل الذين بعثهم الله تعالى لإرشاد البشرية نحو طريق الحق والصلاح. جاء نبوءة سيدن

إدريس بن يرد بن مهلائيل، المعروف أيضًا باسم أخنوخ، هو أحد الأنبياء الأوائل الذين بعثهم الله تعالى لإرشاد البشرية نحو طريق الحق والصلاح. جاء نبوءة سيدنا إدريس في الفترة الزمنية التي تعقب عصر سيدنا آدم -عليه السلام- مباشرة، والتي استمرت لعدة قرون قبل ظهور سيدنا نوح عليه السلام. يعد هذا النبي الفريد من نوعه لأنه الأول الذي حصل على مرتبة النبوة منذ أيام أبينا آدم وشيث عليهم السلام.

وفقًا للتاريخ الإسلامي والتراث الديني، فإن عمر سيدنا إدريس -عليه السلام- بلغ اثنتين وثمانين عامًا، وعاش حياته بكل صدق وإخلاص لله عز وجل حتى وفاته المباركة. لقد كانت مهمته الدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى ودحض عبادة الأوثان والشرك في ذلك الوقت. كما روى المؤرخون أنه صارخٌ أمينٌ وملهمٌ بروحانية عالية، حيث كتب ثلاثة عقود كاملة من الوحي الإلهي بواسطة قلمٍ يشير البعض إلى أنه مخترعه.

إضافة لما سبق، يتميز سيدنا إدريس بأنه رائد مبتكر في مختلف مجالات الحياة العملية والفكرية آنذاك. فقد اشتهر بكفاءته كمختص بالنجوم الفلكية وكعلامة بارزة في مجال الخياطة. وعلى الرغم من طبيعة حرفته البسيطة نسبيًا، إلا أنها ظلت شاهدة على التقوى والإيمان الراسخ لديه أثناء أدائه لوظيفته اليومية. وفي كل مرة يقوم بغرز إبرة داخل قطعة الثوب، كان ينطق بحمد الله سبحانه وتعالى ("سبحان الله"). وهذا العمل المتواضع جعله معروفًا على مستوى العالم بأنّه الأكثر قربًا للإله بين أهل عصره وأكثرهم طاعة له عندما يحلول الليل.

أما بالنسبة لقصة رفع سيدنا إدريس إلي عليان سماوي عالٍ فهي جزء محوري مثير للاهتمام لدى العلماء والمفسرين حول تفسيره الكتابي للقرآن الكريم. فعلى سبيل المثال، فسّر المفسرون التأويل القرآني "ورفعناه مكانا عليا" بطرق مختلفة للغاية وهناك عدة احتمالات محتملة تشرح الظاهرة نفسها بصورة شاملة ومتماسكه بشكل جيد بما فيها: ارتفاع قدره العلم والمعرفة السامية الخاصة بهذا النبي عند الرب جل وعلا وبالتالي تحقيق مكانتها الرائعة; انتقاء الملك الموكل بالموت نفسه لقبض نفسه خارج حدود عالم الدنيا حسب الترتيب المقدس لسائر النفوس النقية الأخرى طبقا لنظرتهم الشخصية حول الأمر ؛ وكذلك اعتباره حكم عادل فوق أبواب الجنات والسماويات الأعلى حسب وجهتي النظر الأخريتين المدعمتتين بالأدلة الشرعية أيضا .

وفي نهاية المطاف ، فإن فهم تفاصيل قصة حياة سيدنا إدريس عليه السلام ومعجزاته تساهم بلا شك في ترسيخ المزيد من الإيمان والقيم الإنسانية العالية لدى المسلمين عموما ؛ وذلك بسبب قدراته الفريدة وانجازاته المحفورة ضمن صفحات تاريخ الرسالة الإسلامية المبكرة منذ بداية دخول الجنس البشري لهذه الرحلة الطويلة لتكوين المدن الحضرية وانتشار طرق التجارة العالمية عبر البر والبحر عبر العقود التالية لاحقا....


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات