في الإسلام، يعد اللعان أحد الأنظمة القانونية التي تنظم العلاقات الزوجية وخاصةً عندما يتم اتهام المرأة بالزنا. وفقا للقرآن الكريم والسنة النبوية، يعتبر اللعان وسيلة لتبرئة الذمة وتأكيد البراءة عند عدم وجود دليل مادي قوي لإثبات الزنا.
يبدأ إجراءات اللعان بعد تقديم الرجل دعواه ضد زوجته أمام القاضي الشرعي، ويطلب منها أن تلقي عليه لعانا ثلاث مرات متتالية يؤكد خلالها أنها زانية. إذا رفضت، فإن هذا الرفض يُعد بمثابة اعتراف ضمني بزواجها وانتفاء الاتهام الواقع عليها. أما لو قالت إنها بريئة وأصرّ الرجل على الدعوى فإنه يلزم بها لعنته ثلاث مرات قائلا "اللهم إن كنت صادقة فقد عذبني الله عذابا كبيرا وإن كنت كاذبة فعليك غضب الله وغضب رسوله". ثم يأتي دور القاضي ليُصدر حكمه بناءً على سيرورة الحوار والشهادات المقدمة أمامه.
من الناحية الأخلاقية والدينية، يحمل اللعان أهمية كبيرة لأنه يساعد في حماية الأعراض والحريات الشخصية للأفراد. إنه يعمل كوسيلة لتوضيح الحقائق وحفظ حقوق الأفراد المعنيين. ومع ذلك، فهو عملية معقدة حساسة تتطلب تفسيراً دقيقاً وموضوعياً للقوانين الشرعية والفقهية ذات الصلة.
بالنظر إلى السياق الحديث، يمكن اعتبار تطبيق نظام اللعان محصور نسبياً بسبب اختلاف الثقافات والتقاليد الاجتماعية. لكن أساسيات الفكرة - وهي ضمان العدالة والحفاظ على العرض والكرامة الإنسانية - تبقى راسخة ومتجذرة في تعاليم الدين الإسلامي وتعاليمه. وفي نهاية الأمر فإن الغاية الرئيسية لنظام اللعان هي تحقيق الإنصاف والعدل وضمان سلامة المجتمع والعلاقات داخل الأسرة المسلمة.