متى يجوز قضاء صلاة الفجر: الأحكام الشرعية والتفاصيل التفصيلية

التعليقات · 0 مشاهدات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: يبدأ وقت صلاة الفجر (الصبح) بطلوع الفجر الصادق (الثاني) وينتهي بطلوع الشمس، كما اتف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

يبدأ وقت صلاة الفجر (الصبح) بطلوع الفجر الصادق (الثاني) وينتهي بطلوع الشمس، كما اتفق عليه جمهور العلماء. قال الإمام ابن رشد رحمه الله: "واتفقوا على أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق، وآخره طلوع الشمس، إلا ما روي عن ابن القاسم وعن بعض أصحاب الشافعي من أن آخر وقتها الإسفار." (بداية المجتهد 1/192).

ومن الأدلة على أن آخر وقت الصبح طلوع الشمس قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح" (البخاري ومسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ووقت الفجر ما لم تطلع الشمس" (مسلم).

لا يجوز للمسلم تأخير الصلاة عن وقتها، ومن تعمد ذلك فهو مرتكب لكبيرة عظيمة من كبائر الذنوب يجب عليه التوبة منها. أما من يؤخر صلاة الفجر، أو غيرها لعذر، ولم تكن هذه عادته، ولم يتعمد ذلك، فهو معذور، وعذره يقدر بقدره، ولا يأثم بذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة أو نام عنها، فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك" (مسلم).

وعندئذ لا يلزمه إلا قضاء هذه الصلاة بعد زوال العذر، ولا يعد التكاسل عذراً شرعياً لتأخير الصلاة عن وقتها، وكذلك السهر لغير ضرورة. أما كبر السن، فينبغي أن يكون دافعاً إلى للمبادرة إلى الخيرات لأنه يعني أن هذا الشخص ربما كان في لحظاته الأخيرة، ففرص اكتساب الخيرات بالنسبة له قد بدأت تضيق.

وعلى كل فعلى المسلم أن يتقي الله ما استطاع، وأن يحرص على أداء الصلاة في أوقاتها، قال تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم" (التغابن: 26).

وفي خصوص ما ذكرته من أنك في بعض الأيام تصلي فريضة الفجر العاشرة صباحًا، وفي اليوم الموالي تصليها الثامنة صباحًا لسبب النوم مثلًا: فحكمك أن تبدأ بسنة الفجر ركعتين، ثم تصلي الفريضة التي صارت قضاء لكونك قد صليتها بعد خروج وقتها. ولا يجب عليك أن تبدأ بصلاة ركعتين قضاء قبل الراتبة؛ لأنك قد قضيت الفريضة السابقة بعد خروج وقتها، وستقضي الآن الفريضة التي خرج وقتها في هذا اليوم بعد استيقاظك. وهذا هو الواجب؛ ففي الحديث الشريف: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها". متفق عليه. وبالتالي؛ فليس في ذمتك فريضة سابقة يجب عليك قضاؤها. والله أعلم.

والله أعلم.

التعليقات