حكم الصلاة بعد الأذان مباشرة: بين السنة والواقع

التعليقات · 0 مشاهدات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: يعدّ الأذان والإقامة من شعائر الإسلام التي شرعها الله تعالى لعباده، حيث يهدف الأذان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

يعدّ الأذان والإقامة من شعائر الإسلام التي شرعها الله تعالى لعباده، حيث يهدف الأذان إلى جمع المسلمين للصلاة، بينما تهدف الإقامة إلى إعلامهم بدخول وقت الصلاة. وقد وردت أحاديث نبوية تؤكد على أهمية الانتظار بين الأذان والإقامة، مما يدل على أن المبادرة بالإقامة بعد الأذان مباشرة مخالفة للسنة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة" (رواه أبو داود). كما روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال: "إذا أذنت فترسل في أذانك، وإذا أقممت فاحدر، واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله، والشارب من شربه، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته" (رواه الترمذي).

هذه الأحاديث تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بترك فترة زمنية بين الأذان والإقامة، بحيث يتسنى للمصلين التهيؤ للصلاة بالوضوء وأداء السنة الراتبة. كما أن المبادرة بالإقامة بعد الأذان مباشرة قد تسبب في ضياع المعنى الذي شرع له الأذان، وهو نداء غير الحاضرين لحضور الصلاة.

ومن الناحية العملية، فإن المبادرة بالإقامة بعد الأذان مباشرة قد تؤدي إلى تعدد الجماعة في المسجد الواحد، حيث لا ينتظر الإمام قدوم المصلين جميعًا. وهذا يعد مكروهًا في قول كثير من الفقهاء، كما ذكرنا في الفتوى رقم: [رقم الفتوى].

في الختام، ينبغي نصح الإمام الذي يسرع بالإقامة بعد الأذان مباشرة برفق وحكمة، ليعود إلى السنة النبوية. وإذا أصر على فعله، فإن الصلاة مع الجماعة الأولى أولى من الصلاة مع الجماعات التالية. والله أعلم.

التعليقات