لماذا نصلي الظهر والعصر سرًّا: حكمة شرعية وأدلة من الكتاب والسنة

التعليقات · 2 مشاهدات

الحمد لله، لقد اختير أن صلاتي الظهر والعصر تُسرّ فيهما بالقراءة لعدة أسباب شرعية. أولاً، وقتهما في النهار قد يكون منشغل البال، فتكثر عليه الواردات فيك

الحمد لله، لقد اختير أن صلاتي الظهر والعصر تُسرّ فيهما بالقراءة لعدة أسباب شرعية. أولاً، وقتهما في النهار قد يكون منشغل البال، فتكثر عليه الواردات فيكون منشغلا بوظيفته أو تجارته أو صناعته. لو كانت القراءة جهرية، لانشغل قلبه ولم ينصت لقراءة الإمام، ولم يستمع لها ولم يتفرغ بل تواردت عليه الشواغل. لذلك، أمرنا الله سبحانه وتعالى باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به، حيث كان يجهر في صلاة الفجر والركعتين الأوليين من صلاة المغرب والعشاء، ويسر فيما عداهما.

ومن الأدلة من الكتاب والسنة على أن صلاتي الظهر والعصر سرّية في حين أن صلاة الفجر والمغرب والعشاء جهرية:

  1. الآية الكريمة: قال تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا" (الإسراء: 110). هذه الآية خاصة بصلاة الليل والتهجد، فإذا كان الإنسان يصلي وحوله أناس يستمعون لقراءته وآخرون في حال نوم فلا يجهر حتى لا يؤذي النائمين، ولا يخافت فتضيع الفائدة على المستمعين، بل عليه أن يجهر قليلا بقدر ما يسمع، ولا يجهر كثيرا حتى لا يتأذى به النائمون.
  1. الأحاديث النبوية:
  • روى البخاري (735) ومسلم (463) عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بـ "الطور".
  • وروى البخاري (733) ومسلم (464) عن البراء رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ " والتين والزيتون" في العشاء.
  • وروى البخاري (739) ومسلم (449) عن ابن عباس رضي الله عنه في حضور الجن واستماعهم القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: " وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له".

أما الجهر في صلاة الظهر والعصر، فقد روى البخاري (713) عن خباب رضي الله عنه، وقد سأله سائل: "أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟" قال: نعم. قلنا: بم كنتم تعرفون ذلك؟ قال: "باضطراب لحيتَه".

وفي الحديث الشريف الذي رواه البخاري (738) ومسلم (396) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "في كل صلاة يقرا، فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى عنا أخفيناكُم".

وبناءً على ذلك، فإن الجهر في الصلاة الجهرية والإسرار في الصلاة السرية هو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع المسلمون على هذه الأحكام.

وفي الختام، فإن الحكمة من الصلاة الجهرية والسرية هي تحقيق

التعليقات