تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثلاث زوجات رئيسيات خلال حياته. الزوجة الأولى كانت خديجة بنت خويلد التي توفيت قبل الهجرة إلى المدينة المنورة. أما الثانية فهي سودة بنت زمعة والتي تزوج النبي منها أثناء إقامته بمكة المكرمة، ولكن لم تكن معروفة بشكل واسع ضمن مجموعة زوجاته بسبب تواجدها غالبية الوقت لدى أهلها.
وفي النهاية، يأتي دور ثالث زوجاته وأشهرهن وأوعظهن علميًا وهو عائشة بنت أبي بكر الصديق. ولدت عائشة عام 614 ميلاديًا، وهي أصغر زوجات النبي سنًا إذ كانت تبلغ حوالي 9 سنوات فقط عند الزفاف. ومع ذلك، لم يتم دخولهما في علاقة حميمة إلا بعد بلوغها سن المراهقة. توجت هذه العلاقة برحلة طويلة مليئة بالأحداث التاريخية والدينية الهامة.
وفقا للروايات الإسلامية، جاء قرار النبي بتزويجه من عائشة بناءً على رؤيا رأى فيها الملك يجلب لها كمستقبل له. كما تشير الروايات أيضًا إلى اقتراح قدمته الصحابية خولة بنت حكيم بأن تتزوج عائشة والنبي بعد وفاة زوجتها سودة. وفي الواقع، قام النبي بدعم هذا الاقتراح وزوجهما سوياً.
لعبت شخصية عائشة دورا محوريا ليس فقط داخل أسرة النبي ولكن أيضا خارج نطاقها الضيق. فعلمها الواسع وغزارة معرفتها جعلتها مصدر إلهام لكثيرين ممن حولها بما في ذلك رجال دولة مثل عمر بن الخطاب والخلفاء الراشدون الآخرون الذين اعتمدوا عليها للحصول على الفتاوى الدينية والفقهية المتنوعة.
وبفضل ذاكرتها القوية وحسن احتفاظها بالمعلومات، أصبحت عائشة المصدر الرئيسي للأحاديث النبوية والدروس التعليمية الأخرى مما أكسبها احترام المجتمع ورؤيته تقديسا لها كعلامة بارزة للإسلام والتعليم الإسلامي المبكر. لقد عاشقت بشدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشهدت معه العديد من الأحداث الرئيسية بداية من بداية الدعوة وانتهاء بحياة الأحياء والموت.
