سورة الفاتحة: شرح مفصل لآياتها ومعانيها

التعليقات · 0 مشاهدات

سورة الفاتحة، أولى سور القرآن الكريم، هي سورة مكية نزلت في مكة المكرمة، وهي السورة الوحيدة التي أمر الإسلام أتباعه بقراءتها في كل صلاة. هذه السورة، رغ

سورة الفاتحة، أولى سور القرآن الكريم، هي سورة مكية نزلت في مكة المكرمة، وهي السورة الوحيدة التي أمر الإسلام أتباعه بقراءتها في كل صلاة. هذه السورة، رغم قصرها، تحتوي على مقاصد الدين الأساسية من توحيد، وتعبد، وأحكام، ووعد ووعيد.

تبدأ السورة بالبسملة، التي تشمل ثلاثة من أسماء الله الحسنى: "الله"، "الرحمن"، و"الرحيم". ثم تأتي الآية الأولى "الحمد لله رب العالمين"، حيث يثني المسلم على الله تعالى بجميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال. الآية الثانية "الرحمن الرحيم" هي ثناء على الله تعالى بعد حمده في الآية السابقة.

في الآية الثالثة "مالك يوم الدين"، يتم مجد الله تعالى بأنه المالك لكل ما في يوم القيامة. الآية الرابعة "إياك نعبد وإياك نستعين" تعبر عن التوجه لله تعالى بكمال العبودية له وحده، ومنه وحده نطلب العون في كل شؤوننا.

الآية الخامسة "اهدنا الصراط المستقيم" هي دعاء إلى الله تعالى أن يرشدنا إلى الصراط المستقيم، وهو الإسلام الَّذي أرسل الله به محمدًا ﷺ. الآية السادسة "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" تشير إلى طريق الذين أنعمت عليهم من عبادك بهدايتهم، غير طريق المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه، وغير طريق الضالين عن الحق الذين لم يهتدوا إليه لتفريطهم في طلب الحق والاهتداء إليه.

من فوائد هذه السورة أن افتتاح الله تعالى كتابه بالبسملة يرشد عباده أن يبدؤوا أعمالهم وأقوالهم بها طلبًا لعونه وتوفيقه. كما أن البدء بتمجيد الله والثناء عليه سبحانه ثم ليشرع في الطلب هو هدي عباد الله الصالحين في الدعاء. بالإضافة إلى ذلك، تحذير المسلمين من التقصير في طلب الحق كالنصارى الضالين، أو عدم العمل بالحق الَّذي عرفوه كاليهود والمغضوب عليهم. وأخيرًا، دلَّت السورة على أن كمال الإيمان يكون بإخلاص العبادة لله تعالى وطلب العون منه وحده دون سواه.

التعليقات