- صاحب المنشور: هادية الطرابلسي
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتسارع، يجد الكثيرون أنفسهم يشعرون بالضغط التام على جميع الجبهات - سواء كان ذلك بسبب متطلبات مكان العمل، أو الواجبات الأسرية، أو الرغبة في الوقت للترفيه والترويح. هذا التوتر المستمر يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والإجهاد والإنتاجية المنخفضة. لذلك، أصبح موضوع "التوازن بين العمل والحياة" قضية رئيسية بالنسبة للأفراد الذين يسعون لتحقيق حياة أكثر سعادة وصحة وإشباعا.
فهم الحاجة للتوازن
التوازن ليس مجرد فكرة رومانسية؛ إنه ضرورة حيوية. عندما نعطي الأولوية للعمل على حساب حياتنا الشخصية، قد نشهد انخفاضا في الصحة العقلية والجسدية، الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلبا على أدائنا في الكلا المجالين. وبالمثل، التركيز الزائد على الحياة الشخصية يمكن أيضا أن يتسبب في التأثير السلبي على مسار تطورك المهني. إن مفتاح النجاح يكمن في العثور على تلك النقطة الذهبية التي تضمن عدم غرق أي جانب من جوانب الحياة تحت وطأة الآخر.
استراتيجيات تحقيق التوازن
- تحديد الحدود: تحديد ساعات عمل محددة وتجنب الأعمال غير الضرورية خارج هذه الفترة يمكن أن يساعد في رسم خط واضح بين وقت العمل ووقت الراحة. كما أنه مهم وضع حدود واضحة مع زملاء العمل وأصحاب العمل بشأن توقعات التواصل بعد ساعات العمل.
- إدارة الوقت بكفاءة: استخدام الأدوات مثل التقويم الإلكتروني لتنظيم جدول أعمالك يوميا يمكن أن يعطيك رؤية أفضل لما هو مطلوب وما هو ممكن تحقيقه خلال النهار. تأكد من تخصيص فترات زمنية منتظمة للعناية بصحتك البدنية والنفسية.
- وضع الأولويات: تعلم كيفية فرز المهام بناءً على أهميتها واستحقاقها. أولوي الأمور الأكثر أهمية والتي تحتاج عناية فورية بينما يمكنك القيام بالمهام الأخرى لاحقا.
- تحقيق الاستجمام المنتظم: تعتبر أخذ قسط كافي من الراحة والاسترخاء جزءًا حيويًا من الحفاظ على التوازن الصحي. خصص وقتا لممارسة هواياتك المحبوبة وقضاء الوقت برفقة أحبابك وممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة التي تساعدك على إعادة شحن طاقتك.
- تعلم قول "لا": القدرة على رفض طلبات جديدة عند شعورك بالامتلاء هي مهارة هامة للحفاظ على توازنك. تقبل بأن لديك مسؤوليات وعلاقات أخرى تتطلب اهتمامك أيضًا وأن هناك حد لطاقتك وكيف تستنفذها.
- الرعاية الذاتية: اعتن بنفسك جسدياً بعادات غذائية صحية وتمارين رياضية منتظمة بالإضافة لرعايتك النفسية وذلك عبر مشاركة مشاعرك مع شخص موثوق به أو الانخراط بأعمال تطوعية تعمل على زيادة شعورك بالسعادة الداخلية وتعزيز ثقتك بنفسك.
- الحصول على الدعم: التشاور مع مستشار مهني حول الأمور المتعلقة بمسارك الوظيفي واتخاذ قرار بإجراء تغييرات إذا وجدت نفسك تشكو باستمرار مما تمر به داخل بيئة العمل الخاصة بك سيؤتي أكله بالتأكيد فيما يتعلق بتحسين نوعيه حياتك العامة ورفاهتك الشخصية والعاطفية أيضا .
إن الطريق نحو تحقيق التوازن المثالي بين العمل والحياة رحلة شخصية وقد يستغرق بعض التجريب قبل الوصول للمزيج الأنسب لك لكن بمجرد توفر الفهم الأساسي لهذه المفاهيم ستكون قادرٌ حينئذٍ لتوجيه جهودك بطريقة تحقق لك الإنجازات والمضي قدمًا بثبات واحترافيّة أكبر! وبذلك يتسنى لكل فرد الحصول على فرصة كاملة للاستمتاع بكلتا الجانبين ومن ثم التعامل بروحية أقوى أمام تحديات الحياة المختلفة بلا خوف ولا تجنب لأموره الملحّة !