تعود قصة زوجة النبي يوسف عليه السلام إلى الأيام القديمة عندما كان الله يختار الأشخاص العظماء ليقوموا بدور بارز في التاريخ الإنساني. كانت هذه المرأة جزءًا أساسيًا من النسيج الديني والتاريخي للأمة الإبراهيمية. رغم عدم ذكر اسمها تحديداً في القرآن الكريم، إلا أنها تشكل شخصية مهمة بسبب دورها الفريد في حياة يوسف.
عاش يوسف الفتى الحبيب لوالده يعقوب (إسرائيل) في بيت مليء بالمحبة والعطف. ولكن مع تعاطفه مع أخوته ومعاملة أبيه لهم بطريقة مميزة، بدأ الغيرة تكثر بين الأخوة الأكبر سنًا. أدت هذه المشاعر المتزايدة إلى كيدتهم له وبيعهم إياه للعبيد الذين كانوا يسافرون عبر الصحراء باتجاه مصر. وبحسب القصة القرآنيَّة، فقد أصبح يوسف عبداً لدى رجلٍ ثري يدعى العزيز، الذي جعله خازن بيت ماله لما وجد فيه من دقة وحسن إدارة للشؤون المالية.
في هذا البيئة الجديدة، التقت عيون يوسف وعينا زوجة سيدها التي رأت فيه شابًّا حسناً وساحراً الجمال. إلا أنه كان ثابت الثبات ولم ينخدع بمكرها وتلاعباتها. فرفض عرضها بكل حزم وأعلن إيمانه المطلق بتعاليم الدين الإسلامي ونصحها بالتوبة عن خطئها. بعد ذلك، اتهمته هي بخيانة الخصوصية الخاص لها مما أدى لإلقاءه بالسجن ظلماً لمدة طويلة حتى جاء وقت خلاصه وانكشاف الحقائق أمام الفرعون نفسه.
تميزت زوجةAziz بحكمة وصبر كبيرين خلال فترة سجن زوجها الطويلة. لم تتخل عنه بل ظلت داعمة ومستمرة في الدعاء له ولشفائه من محنة الظلم والحبس التعسفي. وفي النهاية، انتهى الأمر بإطلاق سراح يوسف واستعادة مكانه الطبيعي كمستشار ملكي موثوق به عند فرعون مصر. ومن الجدير ذكره أيضاً كيف أنه عقب تلك المحن الخطرة، اختارت الزوجان الرحيل نحو مدينتي مديان لتبدأ مرحلة جديدة من حياتهما الروحية والدينية تحت مظلة النبوة والقانون الرباني. إنها حقا قصة رائعة تستحق الوقوف عليها متأملاً فيها قوة الإيمان والصمود أمام الشدائد مهما بلغت قوتها وقعرها.