صفات المهاجرين والأنصار في سورة الحشر: دراسة تحليلية

التعليقات · 0 مشاهدات

تُعد سورة الحشر من السور التي تناولت صفات المهاجرين والأنصار بشكل واضح ومفصل، حيث رسمت صورة مشرقة لهؤلاء المؤمنين الصادقين الذين آمنوا بالله ورسوله، و

تُعد سورة الحشر من السور التي تناولت صفات المهاجرين والأنصار بشكل واضح ومفصل، حيث رسمت صورة مشرقة لهؤلاء المؤمنين الصادقين الذين آمنوا بالله ورسوله، وهاجروا من ديارهم وأموالهم ابتغاء مرضاة الله ورضوانه. وفيما يلي دراسة تحليلية لصفات المهاجرين والأنصار كما وردت في سورة الحشر:

تبدأ السورة الكريمة بوصف المهاجرين والأنصار، حيث يقول تعالى: "لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" (الحشر: 8). فهؤلاء المهاجرون هم الذين تركوا ديارهم وأموالهم في سبيل الله، ابتغاء مرضاته وفضله، وهم الذين نصروا الله ورسوله.

ثم تأتي صورة الأنصار، أهل المدينة الذين استقبلوا إخوانهم المهاجرين وضربوا مثلاً أعلى في الإيثار، كما وصفهم ربهم في كتابه فقال: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقِ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (الحشر: 9). فهؤلاء الأنصار يحبون المهاجرين ويستقبلونهم بكل رحابة صدر، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أعطاهم الله، بل يؤثرون إخوانهم على أنفسهم حتى لو كان ذلك على حساب مصالحهم الخاصة.

بعد ذلك، تصور السورة الكريمة صورة متباينة تمام المباينة مع صورة المهاجرين والأنصار، وهي صورة المنافقين الذين انضموا إلى كل مناوئ للدعوة الإسلامية. يقول تعالى: "أَلَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافقوا يَقُولون لِإخوانهم الَّذِين كفروا مِن أَهل الكتاب لَن نَّخْرُجَنَّ مَعكم ولن نطيع فينا أحداً

التعليقات