رحلة حياة النبي عيسى بن مريم: دراسة متعمقة لحياته وأثرها الديني والثقافي

التعليقات · 0 مشاهدات

يعدّ النبي عيسى بن مريم أحد أهم الأنبياء الذين ذكرتهم كتب الدين الإسلامي والمسيحي. ويُعتبر وجوده ورسالته محورًا رئيسيًا في العقائد الدينية لكلتا الطائ

يعدّ النبي عيسى بن مريم أحد أهم الأنبياء الذين ذكرتهم كتب الدين الإسلامي والمسيحي. ويُعتبر وجوده ورسالته محورًا رئيسيًا في العقائد الدينية لكلتا الطائفتين. وفي هذا البحث سنتعرف بشكل موسع على جوانب مختلفة من حياته ودوره الريادي داخل المجتمعات البشرية القديمة.

ولد عيسى عليه السلام لعذراء بيضاء النفس هي سيدة مريم، ابنة عمران، التي اختارتها الله تعالى لتكون أمًا له بعدما طهرتها ونزهتها مما قد يشوب النساء العادة. لم يكن زواج ولا قرابة بين والديه بل جاء بتدبير إلهي خالص، فكان معجزة خلقية وروحية عظيمة الجلال والإعجاز. وقد بشر بمولده كلٌّ من الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى نفسه عندما خاطب قومه قائلاً "إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً".

نشأ النَّبي مُعلماً وحكيمًا منذ نعومة أظفاره؛ فقد وهبه الله الصِّفات الربانية والتوجيه الإلهي حتى أصبح يتحدث للناس وهو صغير السن. وكان ذلك دافعاً لاستنكار المشركين واتهامهم للسيدتين بأنّهما ارتكبوا الفاحشة غير مستطيرين الرحمة الإلهية ومراحل تكوين الإنسان الطبيعية. ولكن الحق ثبت بالنصر والعناية الربانية عندما أمر الطفل عيسى ببناء بيت الطير للمرأة المتبرئة والنصرة لها أمام المؤامرات المكائدية لأهل الشك والشِّرْك بالإله الواحد القهار.

امتدت دعوة نبي المسيح إلى العالم بحكمة وصلاح وتخفيف للشدة والمعاناة الإنسانية عبر المعجزات الباهرة كإنشاء الحياة من الأرض وجلب الموتى بالحياة واستشفاء المرضى والأكمه والأبرص بإذن رب العالمين عز وجل. لكن رغم ما شاهده الناس برؤياهم الخاصة كان هناك دائماً منكري قدر الرسالة وكذب المُخلِّدون للعادات الوثنية والجاهلية بدلاً من اتباع طريق الهداية والاستقامة الصادقتين.

لم تكن النهاية الكبرى للنبي عيسى كما هو مشهور إلا رفعة لمكانتِه الروحية والجسدية أيضًا، إذ رفعَه الله إليه قبل موته الظاهر على يد اليهود الحاسدين بسبب تعاظم مكانته ومعرفته بالأفعال الخفية لدى جميع أفراد بني إسرائيل وبالتالي شعور الغيرة والحقد منهم تجاه حديث الشعب عنه بأنه ابن الله رسولا واحدا وليس ثانياً لهم! ولم يكن لدينا دليل قطعي أكثر وضوحاً لإثبات صدقه وعدالته وسعة معرفته بخفايا الأمور السرية منها ما أخبره به ربه سبحانه وتعالى حين قال لسيده القدوس جل اسمه:" وكذلك نجيب الذين ءامنوا إن منهم لمن يصلي ومنهم لمن يقيم الصلاة". ثم جاء الأمر بالرفع والسعود نحو ملكوت السماء مكافأة لهذه الأعمال المجيدة التي قام بها خلال حياته الدنيا القصيرة نسبياً مقارنة بالأنبياء الآخرين مثل آدم واسماعيل وإبراهيم وغيرهم الكثير ممن أقاموا دولة ذات شريعة رسولية مستقلة لفترة طويلة نسبيًا بالمقارنة بالعشرات فقط لنبيه عيسى الكريم عليهم جميعا وعلى محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين سلامُ الله تاييدا لحسناته عمومًا وغفران ذنوبه اختصاصا لما روي عنها أنه تاب عنها بالتوبة النصوح عند الرجوع إلي بارئه مرة أخرى ليوم القيامة المنتظر..آمين يا رب العالمين!

التعليقات