قبل حادثة الإسراء والمعراج، كانت هناك صلوات مفروضة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما ورد في القرآن الكريم. فقد أمر الله نبيه بقيام الليل في بداية العهد المكي، كما جاء في سورة المزمل: "يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلا". هذا الأمر يشير إلى أن الصلاة كانت جزءًا من العبادة منذ بداية الدعوة الإسلامية.
كما ذكر بعض أهل العلم أن الصلاة كانت مفروضة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي. قال ابن حجر في كتابه "فتح الباري": "ذهب جماعة إلى أنه لم يكن قبل الإسراء صلاة مفروضة إلا ما كان وقع الأمر به من صلاة الليل من غير تحديد، وذهب الحربي إلى أن الصلاة كانت مفروضة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي".
أما بالنسبة لكيفيتها، فالظاهر أنها بركوع وسجود، وكذا ما كان من صلاة ركعتين في بيت المقدس. ولا نعلم أحداً من أهل العلم قد ذكر لها كيفية أخرى غير ما ذكرنا. ولو كانت على غير هيئة الصلاة المعروفة لروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد الصحابة.
وفي ليلة الإسراء والمعراج، فرض الله الصلوات الخمس بحالتها المعروفة. ففي صحيح مسلم، روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ليلة الإسراء ببيت المقدس ركعتين. كما ثبت فيه أيضاً أنه صلى بالأنبياء إماماً.
وبالتالي، يمكن القول إن الصلاة كانت معروفة قبل ليلة الإسراء، وإنما اختصت ليلة الإسراء بفرض الصلوات الخمس ولم تكن مفروضة قبل ذلك. والله أعلم.