على الرغم من أهميته البارزة في تاريخ الأنبياء والرسل، إلا أن النصوص الدينية الرسمية لم تسجل بشكل مباشر عدد زوجات النبي يوسف عليه السلام، سواء في القرآن الكريم أو الحديث النبوي. ومع ذلك، فإن بعض مؤرخي الدين الإسلامي قد تناولوا هذه المسألة بناءً على مصادر خارج السياق الرسمي للشريعة.
وفقاً لهذه المصادر، هناك روايات تقول بأن يوسف عليه السلام تزوج بعد خروجه من السجن. يعود أحد هذه الروايات إلى العالم الجليل ابن عاشور الذي أفاد بأن عزيز مصر زوج يوسيف لإحدى الأميرات العظيمة، والتي ربما كانت تسمى أسنات. يقدر البعض أن عمر يوسف آنذاك كان حوالي ثلاثين سنة عند هذا الزواج. لكن يجب التأكيد أن هذه التفاصيل ليست ثابتة وغير متضمنة في الوحي الإلهي.
أما فيما يتعلق بزواج يوسف منه امرأة العزيز المعروفة باسم زليخة، فإن معظم العلماء يرجعون هذا الأمر إلى الروايات اليهودية المسيحية وليس إلى النصوص المقدسة الإسلامية نفسها. هناك أدلة تشير إلى احتمال وجود علاقة معينة مع زليخة قبل الحادث الشهير بالسجن، ولكن ليس هنالك دليل واضح على أنها أصبحت زوجته رسمياً.
من المهم هنا التعامل بحذر مع "الإسرائيليات" أو الروايات التي تنسب للإسرائيليين. وفقاً للتقاليد الإسلامية، يمكن تصنيف هذه الروايات إلى فئات مختلفة: أولها ما يتوافق تماماً مع الشريعة ويكون مقبولاً؛ ثانيهما ما يخالف الشريعة ويعتبر خاطئاً؛ والفئة الثالثة هي تلك التي لا تتعارض مع الشريعة ولكن أيضاً لا تدعمها مباشرة، بما فيها احتمالية عدد زوجات النبي يوسف وزواجه من زليخة أم لا. وبالتالي، لا يتم الحكم عليها بالقبول أو الرفض بل تبقى مجرد معلومات محتملة.
وفي نهاية المطاف، رغم اهتمام المؤرخين والمفسرين بهذا الموضوع، يبقى الجانب الأكثر أهمية هو التركيز على الرسائل الأخلاقية والدروس المستخلصة من حياة النبي يوسف عليه السلام كما وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة.