- صاحب المنشور: تغريد الشاوي
ملخص النقاش:
على الرغم من الجهود العالمية المكثفة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة وأهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة، تواجه العديد من المدن العربية تحديات كبيرة على طريق تحقيق نمو مستدام. هذه التحديات متعددة الأوجه وتشمل الضغوط السكانية المتزايدة، والبطالة، والفقر المدقع، والتلوث البيئي، بالإضافة إلى تدمير المساحات الخضراء الطبيعية.
في ظل الرقم القياسي العالمي للزيادة السكانية الذي تشهدها المنطقة، يواجه سكان المدن ضغطاً غير مسبوق. بحلول عام 2030، يتوقع البعض أن يصل عدد سكان مدن مثل القاهرة والإسكندرية والقاهرة الجديدة مجتمعين إلى حوالي 45 مليون نسمة. هذا النوع من الزيادة الكبيرة يؤدي عادة إلى زيادة الطلب على الخدمات العامة الأساسية مثل التعليم والصحة والمياه والنقل العام.
البطالة والفجوة الاقتصادية
جانب آخر مهم هو البطالة بين الشباب والأفراد ذوي المهارات المنخفضة. وفقا لتقرير البنك الدولي لعام 2020، فإن معدلات البطالة بين الشباب العرب الذين تترواح أعمارهم بين 15 و 24 سنة هي الأعلى مقارنة بمعدلات البطالة العالمية. الفجوات الاقتصادية الواسعة داخل المجتمع العربي تزيد أيضا من حدة المشكلة، حيث يعيش الكثيرون تحت خط الفقر الرسمي أو بالقرب منه.
التلوث البيئي ومشكلة المساحات الخضراء
بالإضافة إلى ذلك، فإن مشكلات التلوث البيئي تعد أحد أكبر العوائق أمام تحقيق التنمية المستدامة. تتأثر معظم المدن الرئيسية بتلوث الهواء الشديد الناجم عن وسائل النقل واستخدام الوقود الأحفوري في توليد الطاقة. كما يتم فقدان كبير للمساحات الخضراء بسبب توسع المناطق العمرانية مما يؤدي إلى تفاقم آثار ظاهرة الاحتباس الحراري ويعيق قدرة المدينة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
لتقديم حلول فعالة لهذه التحديات، تحتاج الحكومات المحلية والحكومات المركزية والشركات الخاصة إلى العمل معا. يمكن اتباع نهج شامل يشجع الاستثمار في شبكات نقل عامة فعالّة وصديقة للبيئة، ويتضمن برامج تعليمية تدريبية للشباب لمساعدتهم على تطوير مهارات قابلة للتطبيق في سوق العمل، ويؤكد كذلك على أهمية الحفاظ على المساحات الخضراء من خلال سياسة حضرية مرنة ومتكاملة تحافظ على المعايير الصحية والطبيعية للعمران الحديث.