صلاة الفتح هي إحدى أصناف الصلوات التي أباحها الشرع الإسلامي لتعبير المسلم عن الامتنان والتقدير لفضل الله عز وجل حين تحقيق نصر عسكري كبير أو فوز مدني مرموق. سميت بهذا الاسم لأن أول من أدى هذه الصلاة كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عقب فتح مكة عام 630 ميلادي, والذي اعتبر لحظة تحول تاريخية مهمة للإسلام.
وفقاً لسيرة الرسول, قام بإقامة هذه الصلاة المؤلفة من ثمان ركعات مستمرة بدون انقطاع, وهي نوعٌ خاص من الصلاة يسمى "الصلاة السرية". لم يكن هناك تكبيرة إحرام قبل بدء كل ركعة ولكن التسليم كان يتم لكل اثنتين منها حسب أقوال العديد من الفقهاء. وقد تناقش العلماء حول علاقتها بصلاة الضحى لكن الأرجح أنها ليست كذلك رغم تشابه توقيتها مع وقت فضل صلاة الضحى.
لقد أثنى الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهمية هذه الصلاة ودورها الفعال في تعزيز روح الشكر والحمد للرب الواحد القهار. كما أكد خالد بن الوليد رضوان الله عليه على ضرورة أدائها خلال حملاته الانتصارية. لذلك يستحب لدى معظم الفقهاء القيام بها عند فتح مدن جديدة أو الحصول على انتصارات عظيمة باعتبارها شكراً صادقاً للنعم الإلهية. وبالتالي فإن صلاة الفتح تعتبر جزءاً أساسياً من العقيدة الإسلامية وتاريخها الحافل بالنصر والتمكين.