تُعدّ معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم جزءاً أساسياً من تاريخ الإسلام والدليل القاطع على نبوته. هذه المعجزات ليست مجرد أحداث خارقة للطبيعة، بل هي شهادة على صدق رسالة القرآن الكريم وصدق نبينا المجتبى. رغم عدم الحصر الدقيق لها في النصوص الإسلامية التقليدية، إلا أنه يمكن تسليط الضوء على بعض الأحداث البارزة التي تعتبر معجزات ضمن روايات أهل العلم والتاريخ.
أحد أهم تلك المعجزات هو انشقاق القمر. يروي التاريخ الإسلامي أن النبي دعا قومه ليروا هذا الظاهرة الغريبة، مما أدى إلى انشقاق القمر لأجزاء متفرقة فوق جبل أبي قبيس بمكة المكرمة. وهذه الواقعة كانت بمثابة دليل واضح للأشخاص الذين مازالوا يشككون في دعوته النبوية.
كما ورد في العديد من الروايات، فإن قدرة النبي على إحضار الحياة للموتى تعد أيضاً إحدى المعجزات العديدة التي شهد بها الصحابة رضوان الله عليهم جميعا. قصة عيسى بن مريم وأمه مريم عليها السلام تشهد بذلك عندما أحيت روح الطفل بعد سنوات طويلة منذ وفاته، وذلك بإذن الله تعالى مباشرةً وبواسطة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بالإضافة لذلك، كان للنبي قدرات خاصة في مجال الطب والعلاج. فقد برئ من مرض الجدري رجلاً يدعى عمير بن عبدود حين لمس جرحه وصلى له بالشفاء، وهذا ما حدث بالفعل وفقاً للتقاليد الإسلامية القديمة.
ومن بين المعجزات الأخرى ذكر قدرة النبي على هداية الجن للإسلام وقدرتهم على الاستماع لنزوله وحفظ آيات القرآن الكريم كما جاء في سورة الجن: "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا".
وفي نهاية المطاف، تعتبر كل أقوال النبي وأفعاله ومعجزاته امتداداً لتوجيهات القرآن الكريم ونبأه الحق. فهي تشكل دليلاً دامغاً على نبوته وإرشاده لما فيه صلاح البشرية جمعاء حسبما أمره خالقها جل وعلا.