سلاطين الدولة العثمانية: سرد تاريخي لأبرز الشخصيات المؤسسة

التعليقات · 0 مشاهدات

كانت الدولة العثمانية واحدة من أقوى الإمبراطوريات في التاريخ الإسلامي والعالمي، وقد اشتهرت بحكامها القويين الذين تركوا بصمة واضحة في مسارها السياسي وا

كانت الدولة العثمانية واحدة من أقوى الإمبراطوريات في التاريخ الإسلامي والعالمي، وقد اشتهرت بحكامها القويين الذين تركوا بصمة واضحة في مسارها السياسي والديني والثقافي. بدأت رحلة هذه الدولة مع مؤسسها عثمان بن ارطغرل عام 1299 ميلادي، واستمرت حتى سقوطها بعد الحرب العالمية الأولى عام 1922 ميلادي. خلال هذا الوقت الطويل، مرّت الدولة بمراحل مختلفة تحت حكم العديد من السلاطين البارزين الذين شكلوا وجهتها وأثروا فيها بشكل كبير.

أولاً يأتي السلطان محمد الفاتح، المعروف باسم "محمد الثاني"، والذي حقق الانتصار الكبير في فتح القسطنطينية سنة 857 هـ/1453 م، مما أدخل العاصمة البيزنطية القديمة سابقاً ضمن حدود دولته وفتح الطريق أمام توسع نحو أوروبا الغربية. كان له دور بارز أيضاً في تطوير نظام التعليم الرسمي ونشر الثقافة التركية في كافة ربوع إمبراطوريته الواسعة آنذاك.

بعد ذلك جاء سلطان آخر مهم جداً وهو سليمان القانوني، الابن الثالث للسلطان سليم الأول. يُعتبر عصر حكمه أحد أكثر الفترات ازدهاراً للدولة العثمانية منذ نشأتها؛ فقد امتدت رقعة الأرض الخاضعة للحكم العثماني لتصل إلى أوج اتساعاتها الجغرافية تحت قيادة هذا الحاكم المجيد. توفي سنة 1566 م تاركا خلفه صورة سلطان متسامح ومحب للعلم والفلسفة والشعر أيضًا! كما يعود إليه الفضل بتعديل الشريعة الإسلامية بما يتناسب مع احتياجات المجتمع المتغير باستمرار وقتئذٍ.

ومن بين العظماء الآخرين نجد أحمد الأول، والمعروف بـ"الفتى". تولى الحكم بعد وفاة أبيه مصطفى الأول وعمره لم يتعد الثامنة عشرة فقط! رغم شبابه إلا أنه أثبت كفاءاته بالحفاظ على تماسك البلاد الداخلية أثناء فترة عصيبة شهدت عدة ثورات محلية وهجمات خارجية محتملة ضد الإمبراطورية الناشئة حين ذاك. ورغم عدم طول مدة حياته القصيرة نسبياً مقارنة بالسابقين منه ، الا ان تأثيره يبقى محفوراً عبر الأجيال التالية بإعادة تنظيم الجيش النظامي وتحديث قوانينه العسكرية بالإضافة لإمداده بالمسلحين المدربين تدريب جيد لتحقيق اهداف جديدة نحو الاستقلال الأوروبي .

وفي النهاية وصل دوره الأخير إلي السلطان عبد الحميد الثاني الذي تميز برحلته الخاصة وحكم دام حوالي ثلاثين عاما تقريباً والتي تغير مجرى الكثير منها بسبب الظروف السياسية الدولية وظاهرة تحرر الشعوب وإنشاء كيانات سياسية وطنية مستقلة داخل الإمبراطورية نفسها مثل اليونانيّة والكردستانيه وغيرهما...... إلخ....، ولكن ما يذكر عنه دائما هو تفانيه المطلق تجاه تصدي تلك المحاولات الانفصالية والحفاظ علي الوحدة الوطنية للإمبراطورية مهما كلفت تكلفة الأمر إذ اعتقد أنها أساس استمراره وبقاءه ليومنا الحالي.. لكن القدر قسم الأمور خلاف خواطره وخبوء آماله لينتهى بها فجر يوم ١٣ نوفمبر لعام ألف تسعمئه واحده وثلاثون الميلادية وفاته نهاية حاكم قوي وشخصيه تاريخيه مثيره للاهتمام بلا شك !

هذه نبذه موجزه عن بعض أشهر أعلام الدولة العثمانية وكيف ساهمت جهودهم المشتركة مجتمعة بالقوة والنظام والتفاني في بناء وإدارة واحد من اكبر الدول تأثيرآ وانتشارا جغرافياً عرف العالم القديم والحديث ايضا...

التعليقات