في العام الهجري ٩٢ (الميلادي ٧١١)، بدأ المسلمون بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير في فتح الأندلس، وهي المنطقة الواقعة في أقصى الجنوب الغربي من القارة الأوروبية والتي تشمل حاليًا إسبانيا والبرتغال. بدأت هذه الحملة بعد أن طلب حاكم ولاية سبتة المغربية، يوليان، المساعدة من المسلمين ضد حكم القوط.
بعد استطلاع الأوضاع، أذن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك لطارق بن زياد بالقيام بالفتح. عبر طارق المضيق الذي يحمل اسمه حاليًا، ونزل على جبل طارق في شهر رجب من العام الهجري ٩٢. بعد عدة معارك مع القوات القوطية، توغل في جنوب الأندلس.
عندما علم الملك القوطي روذريق بنزول المسلمين، عاد مسرعًا لمواجهتهم. طلب طارق مددًا من موسى بن نصير، الذي أمدّه بخمسة آلاف جندي. التقيا في رمضان من العام الهجري ٩٢، وحقق المسلمون انتصارًا كبيرًا.
بعد هذا الفتح الأولي، استمر المسلمون في توسيع نطاق سيطرتهم على الأندلس، مما أدى إلى انتشار الإسلام وتعريب البلاد. شهدت الأندلس عدة مراحل تاريخية مهمة، بما في ذلك فترة الولاة التابعين للخلافة الأموية، والإمارة المستقلة، وعصر الخلافة، وفترة ملوك الطوائف، ودولة المرابطين.
ظلت الأندلس تحت حكم المسلمين لمدة ثمانية قرون تقريبًا حتى سقطت في أيدي المسيحيين في العام الهجري ٨٩٧ (الميلادي ١٤٩١). بعد ذلك، أُجبر المسلمون على مغادرة البلاد أو التنصر، مما أدى إلى واحدة من أسوأ عمليات التطهير العرقي في التاريخ الحديث.