الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: فالقصر في الصلاة هو اختصار الصلاة الرباعية إلى ركعتين، وهو جائز في السفر الطويل، بشرط أن يكون السفر مباحاً، كالسفر في طلب الرزق أو قربة، كالسفر لأداء الحج أو العمرة.
يشترط لقصر الصلاة عدة شروط:
- أن يكون السفر مسافة القصر: وهي مسافة ثلاثة أيام بلياليهن سيراً معتاداً، وقد قدرها الإمام بثلاث مراحل.
- أن يبدأ السفر: أي أن يخرج المسافر من بيوت البلدة التي هو فيها ويجعلها وراء ظهره.
- أن ينوي السفر: يشترط لصحة النية الاستقلال بالحكم، فلا ينوي السفر من هو تابع، كالمرأة مع زوجها أو الجندي مع أميره. كما يشترط البلوغ وعدم نقصان مدة السفر عن ثلاثة أيام.
- أن يقتدي المسافر بمسافر: أما لو اقتدى مسافر بمقيم أتم معه، وصح اقتداؤه في الوقت ولا يصح بعد خروجه؛ إذ لو فاتت الصلاة على المسافر ثبتت في الذمة قصراً ولا يحق له الإتمام بعد خروج الوقت.
ينتهي قصر الصلاة بوصول الشخص إلى وطنه، أو إلى مكان فيه زوجة له مدخول بها، أو بنية إقامة أربعة أيام فما فوقها. والمسافر مخير بين القصر والإتمام في السفر، والقصر أفضل من الإتمام لقوله ﷺ: ("صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته") رواه مسلم.
والصلاة التي تقصر هي الصلاة الرباعية فقط، وهي الظهر والعصر والعشاء، دون الفجر والمغرب. والله تعالى أعلم.