نزلت سورة التوبة، والتي تُعرف أيضًا بسورة براءة، في السنة التاسعة من الهجرة في غزوة تبوك. وقد اختصت هذه السورة بترك البسملة في أولها لسببين رئيسيين: الأول هو أنها نزلت في وقت رفع الأمان ونقض العهود مع المشركين، والثاني هو أن النبي ﷺ كان قد عاهد المشركين العرب من أهل مكة وغيرهم في صلح الحديبية سنة ست هجرية، ثم بادر المشركون إلى نقض العهد إلا بني ضمرة وبني ضمرة.
وفقًا لرواية علي بن أبي طالب لابن عباس ﵄، قال: "بسم الله الرحمن الرحيم (١) أمان وبشارة، و (براءة) نزلت بالسيف ونبذ العهود، فلذلك لم تبدأ بالأمان". وقد أكد هذا المعنى القرآن الكريم نفسه في الآيات الأولى من السورة: [سورة التوبة (٩) : الآيات ١ الى ٤] بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ (٢) وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣) إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٤).
كما ورد في الحديث عن البراء بن عازب أن آخر سورة نزلت كاملة هي سورة براءة، وأنه آخر آية نزلت هي آية الكلالة من سورة النساء. وهذا