الفرق بين معجزات الرسل ومعجزة القرآن الكريم

تتميز معجزة القرآن الكريم عن معجزات الرسل السابقين بعدة جوانب بارزة. أولاً، كانت معجزات الأنبياء السابقين حسية، يمكن رؤيتها ومشاهدتها مباشرة، مثل عصا

تتميز معجزة القرآن الكريم عن معجزات الرسل السابقين بعدة جوانب بارزة. أولاً، كانت معجزات الأنبياء السابقين حسية، يمكن رؤيتها ومشاهدتها مباشرة، مثل عصا موسى عليه السلام، وناقة صالح عليه السلام. أما معجزة القرآن الكريم فهي عقلية، حيث يعتمد إعجازها على بلاغته وفصاحته وقدرته على الإخبار عن الغيب. هذا الإعجاز العقلاني يجعل القرآن معجزة خالدة، قائمة إلى يوم القيامة، مما يميزه عن معجزات الأنبياء الأخرى التي انقرضت بانقراض أعصارهم.

ثانياً، تحدى الله تعالى البشرية جمعاء بإتيان بمثله، سواء كان ذلك في سورة كاملة أو حتى في جزء صغير منها. وقد أكد الله تعالى في كتابه العزيز أنهم لن يستطيعوا فعل ذلك، مهما اجتمعوا وتعاونوا. يقول الله تعالى في سورة هود: "أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" (هود: 13).

ثالثاً، يعتبر القرآن الكريم معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم العظمى، وهو ما يميزه عن سائر الأنبياء. فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن معجزته هي الوحي الذي أوحاه الله إليه، متوقعاً أن يكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" (رواه البخاري).

وبالتالي، فإن معجزة القرآن الكريم تتميز بكونها عقلية خالدة، وتحديها للبشرية جمعاء بإتيان بمثله، بالإضافة إلى كونها معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم العظمى.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات