كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان، كما ورد في الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده". هذا الاعتكاف كان جزءًا مهمًا من عبادته صلى الله عليه وسلم، حيث كان يخصص وقتًا للعبادة والتقرب إلى الله تعالى.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد، حيث كان يدخل في اعتكافه بعد صلاة الفجر من صبيحة اليوم الحادي والعشرين من رمضان، ويستمر حتى غروب شمس آخر يوم من الشهر. وكان يحرص على أن يكون اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، لأنها أفضل الأوقات للاعتكاف، كما ورد في الحديث الشريف: "العشر الأواخر من رمضان لا يُساويهنَّ عملٌ".
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يكون اعتكافه خالصًا لله تعالى، حيث كان يقطع العلائق عما سواه، ويستغرق في العبادة والذكر والدعاء وقراءة القرآن. وكان يحرص على أن يكون اعتكافه في المسجد الجامع، كما ورد في الحديث الشريف: "من أراد أن يعتكف عشرة أيام أو نذر ذلك لم يعتكف إلا في المسجد الجامع".
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من المسجد لما لابد منه، مثل الخروج للأكل والشرب إذا لم يكن له من يحضرهما، والخروج لقضاء الحاجة، والوضوء من الحدث، والاغتسال من الجنابة. وكان يباح له التحدث إلى الناس فيما يفيد، والسؤال عن أحوالهم، أما التحدث فيما لا يفيد، وفيما لا ضرورة فيه، فإنه ينافي مقصود الاعتكاف وما شرع من أجله.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يزوره بعض أهله وأقاربه أثناء اعتكافه، وكان يباح له أن يتحدث إليهم ساعة من زمان، والخروج من معتكفه لتوديعهم، كما ورد في الحديث الشريف عن صفية رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفاً فأتيت ليلاً، فحدَّثته، ثم قمت، فانقلبت، فقام معي ليَقْلِبَني".
في الختام، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان خالصًا لله تعالى، مستغرقًا في العبادة والتقرب إليه سبحانه وتعالى. وكان يحرص على أن يكون اعتكافه في المسجد الجامع، ويخرج منه لما لابد منه فقط. وكان يحرص على أن يكون اعتكافه خالصًا لله تعالى، دون انشغال بما سواه.