الحمد لله الذي جعل باب التوبة مفتوحًا لعباده، وجعل التوبة النصوح تمحو ما قبلها من الذنوب. إن التوبة من الكبائر هي خطوة عظيمة نحو رضا الله تعالى، وعلامات قبولها واضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
في القرآن الكريم، يخبرنا الله تعالى أن التوبة من الكبائر مقبولة إذا كانت توبة نصوحًا، كما قال سبحانه: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" (الزمر: 53). وفي سورة الفرقان، يوضح الله تعالى أن التوبة من الكبائر تفضي إلى تبديل السيئات حسنات، حيث يقول: "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يُضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما" (الفرقان: 68-70).
وفي السنة النبوية، نجد العديد من الأحاديث التي تشجع على التوبة وتبين علاماتها. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" (رواه الترمذي). كما روى أبو هريرة أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" (رواه البخاري).
ومن علامات قبول التوبة أيضًا استمرار العبد على الطاعة والابتعاد عن المعاصي. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له" (رواه الترمذي).
بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعور بالندم والبكاء على ما فات من الذنوب هو علامة على قبول التوبة. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها" (رواه مسلم).
وفي الختام، فإن التوبة من الكبائر هي رحمة من الله تعالى لعباده، وعلاماتها واضحة في القرآن والسنة. فإذا تاب العبد توبة نصوحًا، واستمر على الطاعة، وشعر بالندم والبكاء على ما فات، فإن توبته مقبولة بإذن الله.