تعد الكعبة المشرفة أحد أهم وأقدس المواقع الدينية لدى المسلمين حول العالم. إنها الحجر الأساس لمكة المكرمة، المدينة المقدسة التي ولد فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يعود بناء هذه الهيكل المبارك إلى عهد جدنا آدم عليه السلام، لكن البنية المعروفة اليوم تعود إلى زمن سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهم السلام. دعونا نستعرض تفصيلياً قصة هذا البناء الرائع وخطوات تشييده.
في بداية القصة، أمر الله تعالى نبياً من الأنبياء المُرسلين وهو سيدنا آدم بأن يبني بيتاً لعباده كي يذكروه ويصلوا إليه. بوحي إلهي، اختار آدم موقع مكة المكرمة وبنى أول كعبة هي "بيت الله". بعد ذلك، جاء دور سيدي البشر الثاني، نوح عليه السلام، لإعادة بناء البيت عندما غمر الطوفان الأرض. مع مرور الزمن والتغيرات الجغرافية، هدمت الفيضانات والكوارث الطبيعية الكعبة مرات عديدة حتى عصر إبراهيم وإسماعيل.
وصل الأمر بهما لبناء منزل لله عز وجل مرة أخرى وفق وصايا ربانية. بدأا بالبحث عن مكان يصلحه للعبادة قبل بدء العمل الفعلي. حسب الروايات التاريخية والمرويات الإسلامية، اكتشف الإمام أبو هريرة والدراويش أنه كانت هناك شجرة تسمى "السدر" بالقرب مما يُعرف الآن بمزدلفة بمكة. كان لهذه الشجرة خصائص عجيبة؛ فقد كانت مصدر ظلالٍ بارد وك번 بارد للمسافرين وللطيور أيضًا. قرر إبراهيم رحمه الله أن ينقل جذور تلك الشجرة والمكان نفسه ليجعلا جزءً من الموقع الجديد للكعبة. وهكذا نقلوا التربة الطاهرة وسقوها بكثير من الماء والعطاء حتى استقررت حيث هي الأن.
بعد طمأنينة القلب واستشارة ابنه العزيز إسماعيل، شرعا بتشييد أساسات المنزل المقدس. جمع الأبواب والأخشاب ثم بدأوا بالحفر تحت رعاية ملائكية توجيههما وإرشادها لهما أثناء عملية التنقيب. حين بلغتا عمقا مناسبًا لتأسيس اللبنات الأولى، وضعا حجر الأساس -وهو حجارة سوداء منحوتة بشكل بيضاوي- داخل تجويف محدد بخيط مشدود بين طرفي جبل أبي قبيس. وكان هذا العمل متوازياً تمام الاتزان والحكمة الربانية. رغم كون إسماعيل صغير السن آنذاك، شاركه أباه بنشاط كبير وعزم صادق نحو تحقيق رسالتهم السامية بإذن الله سبحانه وتعالى.
مع تقدم الأعمال الهندسية المتقنة، تمت إضافة طبقات من الركام الصخري فوق قاعدة الرصاص الذكي المصمم لاستيعاب الضغط الكبير المرتقب نتيجة حمل أثقال المؤمنين الذين سيأتون لاحقاً لزيارة المكان المقدس وقضاء شعائر الحج والعمرة فيه. وفي الوقت ذاته، عمل إسماعيل بصبر وجهد لنصب أعمدة خشبية شاهقة لدعم سقف مبناه الأمجاد والذي بات يعرف باسم "الكعبة". لقد جعلوا العمود الرئيسي يسمى "الحائط"، بينما سهروا جميع الجوانب الأخرى بسقف مغطي لتحقيق الغرض المنشود للحماية والاستظلال ضد عوامل المناخ الخارجي القاسي إن اقتضى الأمر بالتحديد خلال فصل الصيف الحار جدا كما هو معروف عنه موسم الحجيج كل سنة.
وفي نهاية المطاف، وبعد سنوات طويلة ومثابرة ملؤها الألمشة والإنجازات الصغيرة ولكن ذات التأثير البالغ عبر مراحل مختلفة ومتنوعة منذ مرحلة اختيار المواقع الأصلية وانتهاء بالمراحل النهائية للنحت والنصب والخلع وغيرها الكثير الكثير، وصل الاثنان إلى نقطة تحول مهمة للغاية وهي اللحظة الأخيرة للإكمال الرسمي والباهر للعظمة الخالدة للألف عام والتي أكملتها يد الرحمن الرحيمة نفسها دون تدخل بشري مباشر رغم وجود المساعدة الإنسانية المقترحة منهم فقط للتوجيه العام واتخاذ القرارات الاستراتيجية الرئيسية بشأن مسيرتهما تجاه النجاح الواضح حاليًا أمام الجميع بلا خجل ولا رتوش! إنه مشهد يستحق التأمل مليارات المرّات بسبب براعة التصميم الفريد وفطنته المبهرة المستوحاة مباشرةً من الوحي الإلهي المعتمد عليها دائماً لفترة ما يقارب الثمانية عشر شهراً كاملاً حتى اكتماله بالصورة المثالية المعلومة لنا اليوم برغم اختلاف الأحجام والشكل الخارجاني نوعاً إلا أنها تبقى واحدة ضمن قلب واحد مهما حدث تغييرات بسيطة غير مؤثرة على معناها ومعجزاتها العمرانية النظرية والتطبيقية العملية مجتمعتين بطريقة مذهلة تستحق حق الاختيار باعتبارها كنزا دفيناً يحفظ سر عظامه وغوامض أسراره الخاصة جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا...!