سعد بن معاذ، أحد أبرز الصحابة وأحد سيّد الأوس، استشهد شهيدًا في غزوة بني قريظة بعد أن حكم فيهم بحكم الله. وقد بشره رسول الله ﷺ بالجنة، حيث قال: "لمناديل سعد في الجنة خير منها". هذه القصة تروي رحلة سعد بن معاذ من الحياة إلى الدفن، مروراً بمحطات مهمة في حياته.
ولد سعد بن معاذ في مكة المكرمة، وهاجر إلى المدينة المنورة قبل الهجرة النبوية. أسلم على يد مصعب بن عمير، وشهد غزوة بدر وأحد والخندق. وفي الخندق، أصيب بسهم قطع وريده من وسط الذراع، فكان يعوده رسول الله ﷺ في كل يوم. ومع ذلك، لم يمنع هذا الجرح سعدًا من المشاركة في حكم بني قريظة، حيث نزل على حكمه الأنصار.
عندما حكم سعد في بني قريظة، طلب من الله أن يبقيه حياً إن كان هناك حرب قريش باقية، وإلا فليقبض روحه. فنفجر جرحه، ولم يمضِ شهر حتى استشهد سعد بن معاذ. وقد روى ابن إسحاق أن جنازته كانت خفيفة جداً على حامليها، مما أثار دهشة المنافقين. فقال رسول الله ﷺ: "إن الملائكة حملته".
بعد دفن سعد بن معاذ، أرسل رسول الله ﷺ إلى أم سعد ليخبرها بموت ابنها. وقد قالت أم سعد: "ويل أم سعد سعدا"، فرد عليها رسول الله ﷺ: "كل نادبة تكذب، إلا نادبة سعد".
سعد بن معاذ كان معروفاً بحكمته وشجاعته، وكان من أفضل الصحابة بعد رسول الله ﷺ. وقد روى ابن عباس أن سعد قال: "ثلاثة أنا فيهن رجل كما ينبغي، وما سوى ذلك فأنا رجل من المسلمين".
في النهاية، دفن سعد بن معاذ شهيداً في المدينة المنورة، ورحل إلى الجنة التي وعده بها رسول الله ﷺ. رحمة الله عليه وعلى جميع شهداء الإسلام.