عبد الله بن مسعود، أحد أبرز الصحابة وأكثرهم علمًا وفقهًا، يتميز بمكانته الرفيعة في تاريخ الإسلام. كان من السابقين إلى الإسلام، حيث أسلم مبكرًا وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة. شهد عبد الله بن مسعود غزوات رسول الله ﷺ، وكان ملازمًا له، مما جعله يكتسب معرفة عميقة بالقرآن الكريم.
اشتهر عبد الله بن مسعود بكونه إمامًا في الفقه والقرآن. كان من أوائل من جهر بقراءة القرآن في مكة المكرمة، وكان صاحب نعلي رسول الله ﷺ. أخذ عنه العديد من الصحابة العلم، ومنهم أبو عبد الرحمن السلمي وعبد الله بن عباس.
كان عبد الله بن مسعود معروفًا بحفظه العميق للقرآن الكريم، حيث أخذ من فيه سبعين سورة لا ينازعه فيها أحد. كما اشتهر بمعرفته الواسعة بالفقه، حيث كان فقيهًا بارزًا في مدرسة الكوفة، والتي أصبحت فيما بعد مدرسة الحنفية، أوسع المدارس الفقهية انتشارًا وتأثيرًا.
بعد وفاة رسول الله ﷺ، استمر عبد الله بن مسعود في نشر العلم وتعليم الناس أمور دينهم. بعثه عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة ليعلمهم أمور دينهم، مما يعكس ثقة الخليفة الراشد به وبمعرفته.
توفي عبد الله بن مسعود سنة 32 هـ عن عمر يناهز الستين عامًا، تاركًا وراءه تراثًا علميًا غنيًا ومكانة مرموقة في تاريخ الإسلام.