عقبة بن نافع الفهري: قائد الفتح الإسلامي في شمال أفريقيا

التعليقات · 0 مشاهدات

عقبة بن نافع الفهري, أحد أشهر القادة العرب المسلمين الذين تركوا بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي, يعتبر عماداً أساسياً في تاريخ توسيع الدولة الإسلامية ن

عقبة بن نافع الفهري, أحد أشهر القادة العرب المسلمين الذين تركوا بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي, يعتبر عماداً أساسياً في تاريخ توسيع الدولة الإسلامية نحو غرب البحر الأبيض المتوسط. ولد عقبة بن نافع حوالي العام 21 هـ/642 م في منطقة بني عامر بالمدينة المنورة, وهو ينتمي إلى قبيلة بني عامر من فخذ الفهريين.

بدأ مسيرته العسكرية تحت راية الخلفاء الراشدين, حيث شارك في عدة معارك هامة مثل فتح مصر والمغرب. لكن شهرته تأتي من دوره البارز في قيادة الحملات الاستكشافية والفتوحات التي قام بها المسلمون في المغرب والأندلس. بعد وفاة عمه عبد الله بن سعد فقد تولى قيادة الجيش العربي هناك بناءً على أمر من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك سنة 85 هـ /704 ميلادية.

كان هدف عقبة الرئيسي هو الوصول إلى غاية روما وتوسعة نفوذ الدولة الإسلامية حتى حدود أوروبا الغربية. وقد نجح بالفعل في تحقيق خطوات كبيرة نحو هذا الهدف خلال فترة حكمه القصيرة نسبياً والتي امتدت لثلاث سنوات فقط. أهم إنجازاته تشمل تأسيس مدينة تونس العاصمة وتمكينها كمركز استراتيجي للإدارة والإمداد للمسلمين الجدد بالعالم الأفريقي الشمالي. كما قاد حملتين كبيرتين أدتا إلى اختراق دفاعات الرومان وتحقيق مكاسب أرضية مهمة.

من أبرز الحوادث المرتبطة باسمه هي حصار قرطاجنة الشهير والذي بدأ سنة 92 هـ /710 ميلادية واستمر لمدة ثلاث سنين قبل سقوط المدينة أخيراً. رغم عدم رؤية عقبة لهذه اللحظة النهائية بسبب وفاته المفاجئة أثناء التحضير للحملة الأخيرة ضد البربر الليبيين، إلا أنها تعتبر واحدة من أكثر المعارك دراماتيكية ومفصلية في تاريخ العالم القديم وكانت لها نتائج بعيدة المدى على مستقبل المنطقة برمتها.

بعد رحيله خلف عقبة ابن نافع أثراً دائماً ليس فقط عبر الأعمال البطولية ولكنه أيضاً بإعداد الأرض السياسية والثقافية لتوسع جديد للخلافة العباسية فيما بعد. بالتأكيد فإن اسم عقبة بن نافع سيظل رمزاً للقوة والجرأة والحكمة لكل أولئك الذين يرسمون طريق النصر والتطور للأجيال القادمة.

التعليقات