الكفارة الشرعية التي تُعرف بكفارة اليمين هي إحدى الأحكام المهمة في الإسلام والتي تنطبق عند القسم برب العالمين ثم نقض ذلك القسم بدون ضرورة ملحة. يُعتبر هذا النوع من الأيمان محظوراً شرعاً، ولذلك فقد وضع الله تعالى كيفيّةً لأداء الكفارة لتطهير النفس وتدارك الذنب.
وفقاً لآيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فإن كفارة اليمين تتكون من ثلاثة عناصر أساسية وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة مؤمنة. وفي حال عدم القدرة على القيام بكل هذه العناصر مجتمعة، يمكن للمسلم اختيار واحد منها حسب ما يستطيع.
إطعام المسكين يعني تقديم وجبة متوسطة إلى فقير مع مراعاة الظروف الاقتصادية المحلية، بينما تشمل ملابس الفقراء الملابس المناسبة لمختلف الفصول والأحوال الجوية. أما تحرير الرقبة المؤمنة فهو يتعلق بشراء عبد مسلم حُرره من رقبته ويتم تقديمه هدية له بعد قضاء فترة معينة يتم الاتفاق عليها بين الطرفين.
من الجدير بالذكر أنه ينبغي على الشخص الذي يمين عليه أن يؤدي الكفارة بنفسه إن كان قادراً لذلك، وإلا فإنه يجوز له التفويض لمن يقوم بها عنه بشرط أن يحصل موافقته ويقدم لها الطعام والمال اللازم للأجر. كما يجب الإخلاص لله عز وجل وأن يقصد به التقرب إليه وطاعة أمره. وقد امتنعت بعض المدارس الفقهية كالزيدية والإباضية عن اعتبار وجود ناقض للقسم شرطاً لصحة كفارة اليمين بناء على فهم مختلف للآيات ذات الصلة. ولكن بشكل عام، تعدّ أغلبية الآراء داخل المذاهب الأخرى باستثناء المذهب الزيدي بأن وجود سبب لنقض القسم هو أساس مشروعيتها.
وبالتالي، فإن اتباع تعليمات أداء كفارة اليمين يساعد المسلمين على تطهير قلوبهم والتخلص من ذنوبهم فيما يتعلق بالقسم غير الضروري والحفاظ أيضاً على شعائر الدين الحنيف.