توفي النبي موسى عليه السلام بعد مسيرة حافلة بالشجاعة والإيمان والصبر، والتي امتدت لسنوات طويلة قاد فيها بني إسرائيل نحو الأراضي المقدسة. وفقاً لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، توفي سيدنا موسى عليه السلام بطريقة هادئة ومباركة.
كان النبي موسى عليه السلام قد بلغ من العمر مائة وعشرين عاماً عندما اقترب موعد وفاته المباركة. وقد أخبره الله تعالى أنه سيواريه في أرض مدين التي عاش بها فترةً من حياته الأولى. توجه موسى عليه السلام إلى تلك الأرض برفقة خادمه يوشع بن نون، وكانا يسيران معاً حتى وصلا إلى وادي طوى بالقرب من مدينة الخليل حالياً. هناك، أمره الله بأن يلقي عصاه ويستلقي عليها، فامتثلت لأمر ربها وانحنيت تحت وزنه الراحل. استقر جسده الطاهر بين أحضان الطبيعة الدائمة، محاطاً بوحي الرحمة الإلهية.
بعد وفاة النبي العظيم، تولى مهمة دفنه والدته وأخته الصديقان الربانيان هماور وهور، كما ذكر ابن عباس رضي الله عنهما. وبذلك انتهى المشوار الزمني لنبي الله موسى عليه السلام، لكن ذكراه باقية عبر الأجيال، مصدر إلهام للشجعان والمؤمنين الحقائق. إن قصة حياة هذا النبي الكبير وتعاليمه غنية بالأحداث والعبر المؤثرة لكل مسلم يريد فهم رسالة الإسلام والتعلق بأصوله الراسخة في التاريخ والمعنى الإنساني العميق.
