توفي الصحابي الجليل سلمان المحمدي الرمّاني المعروف بسلمان الفارسي سنة 38 هجرياً الموافق لعام 659 ميلادي بحسب التاريخ الإسلامي المتعارف عليه. ولد سلمان الفرس قبل الإسلام بفترة قصيرة وعاش طفولة مليئة بالتحديات؛ فقد كان من العبيد الذين عاشوا تحت نير الظلم والقهر. لكن روحه المثابرة ولطف قلبه قادته إلى اعتناق الدين النصراني أولاً ثم تحوله فيما بعد للإسلام بعد لقائه بالصحابة رضوان الله عليهم جميعا.
كان لسلمان مكانة خاصة لدى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جعلت منه أحد المقربين إليه ومساعديه القريبين. شارك بكافة الغزوات والحروب التي حدثت خلال عهد رسول الله بالإضافة لدوره البارز أثناء الفتح الإسلامي لبغداد (العاصمة الإمبراطورية الساسانية آنذاك). كما برع أيضاً كأحد مستشاري الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
بعد حياة حافلة بالإنجازات والمآثر الدينية والدنيوية، فارق الحياة سلمان الفارسي وهو في حدود الثمانينات من عمره تاركا خلفه تراثا عظيما يشهد لشخصيته الزاهدة والعظيمة المتسمة بالأخلاق الحميدة والإخلاص لله عز وجل. وإن وفاته كانت خسارة كبيرة للعالم الإسلامي ولكنها لم تغب ذكراه الحاضرة دوما عبر التاريخ الإسلامي المجيد.