بدأت الغزوات والفتوحات الإسلامية بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة عام 622 ميلادية، والتي تعتبر بداية التقويم الهجري. كانت هذه الحروب ضرورية للدفاع عن الإسلام والداعمين الجدد للمذهب الجديد، بالإضافة إلى توسيع نطاق المساحة التي يمكن فيها المسلمين ممارسة شعائر دينهم بحرية. وفيما يلي سرد لهذه الحملات الرئيسية حسب التسلسل الزمني:
- غزوة بدر (17 رمضان، 2 هـ): تعد هذه الغزوة أول معركة كبيرة بين المسلمين والكفار. وقعت بالقرب من بئر بدر غرب المدينة، وانتهت بانتصار ساحق للمسلمين.
- غزوة أحد (15 شوال، 3 هـ): رغم خسارة المسلمين عدداً كبيراً من الجنود، إلا أنها تُعتبر رمزاً للشجاعة والثبات. وقد نشبت بسبب رغبة قريش لاستعادة مجدها وخسارتها لبدر.
- غزوة بني المصطلق (9 ذو القعدة، 4 هـ): عُرفت أيضاً بغزوة الشوك، وكان الهدف منها منع المشركين من التعرض لقبيلة خثعم العربية المحايدة وقتلها لهم. انتهى الصراع بتوقيع معاهدة سلام وتفرقت جيوش كل طرف بدون حرب حقيقية.
- فتح مكة المكرمة (8 جمادى الآخرة، 8 هـ): يعد هذا الحدث نقطة تحول هامة في التاريخ الإسلامي وكانت نتيجة له انتهاء فترة العداء والخوف المتبادل بين قبائل العرب المختلفة وأهل الكتاب اليهود والمسيحيين الذين عاشوا تحت ظل الدولة الرومانية آنذاك. كما أنه لم يشهد أي مواجهة مسلحة إذ استسلم أهلها طوعياً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- غزوة تبوك (1 شعبان، 9 هـ): غرب البلاد نحو الشمال قرب الحدود البيزنطية الحالية لسوريا وتركيا. هدفها الرئيسي كان ردع الإمبراطور هرقل ومحاولة توحيد صفوف الأحلاف المعادية للإسلام ضد دولة الخلافة الحديثة الولادة حينئذٍ.
- الفتح الأموي للعراق والشام وفارس: بدءاً برجل الأعمال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الذي أسس دمشق سنة 23 للهجرة والذي أصبح فيما بعد مركز السلطة المركزية لدولة الخلافة الراشدة الثانية خلال حكم عمر البن الخطاب ومن ثم الحكم الاموية لاحقا مما أدى لتوسعات واسعة للأراضي الاسلاميه شرقا وغربا بشكل كبير جداً .
هذه مراحل رئيسية فقط ضمن العديد الأخرى من الأحداث والتاريخ العسكري للدعوة الجديدة منذ ظهور الرسالة النبوية حتى نهاية القرن الأول الهجري تقريبًا. لقد شكلت تلك الغزوات واحدا من أهم محددات السياسات الاستراتيجية للدولة الناشئة وساعدتها في تحقيق تقدم حضاري وثقافي ملحوظ.