تاريخ ومعنى معركة القادسية

التعليقات · 1 مشاهدات

في العام الخامس عشر للهجرة، شهد العالم الإسلامي حدثًا مفصليًا فارق مجرى التاريخ عندما دارت رحى واحدة من أهم المعارك في تاريخ العرب والإسلام: معركة الق

في العام الخامس عشر للهجرة، شهد العالم الإسلامي حدثًا مفصليًا فارق مجرى التاريخ عندما دارت رحى واحدة من أهم المعارك في تاريخ العرب والإسلام: معركة القادسية. قاد هذه اللحظة الدراماتيكية سعد بن أبي وقاص، الصحابي الجليل ذو النفوذ الكبير والأصالة العربية المخضرم والتي برزت خلال الفترات المبكرة للدولة الإسلامية.

اسم "القادسية" مشتقٌ من موقع الحدث تحديداً قرب قريتين هما القرية الواقعة بالقرب مما يعرف حالياً بالنّجف وكوفة، وهذه المواقع هي أماكن واقعة ضمن ما يسميه المؤرخون "الدَّيوَنية"، وذلك وفقًا للتوصيف الجغرافي لهذه المنطقة آنذاك. استمرت اشتباكات تلك المعركة لمدة خمسة أيام تقريبًا بداية من نهاية شهر محرم حتى أول شعبان (عام ١٥ﻫ). جاء اختيار الشهر البارد لشدة ظروف الطقس هنا، إذ كان الجيش يسعى لصده بينما يغامر البعض الآخر باجتذاب المتاعب عبر تحركاته الاستراتيجية للوصول نحو هدفه النهائي.

كانت دوافع الحرب واضحة للغاية. لقد شعر الأمبراطور الفارسي يزدگرد الثالث بخطر الزحف الإسلامي باتجاه أراضيه الغالية، وزاد الإحباط لدى جنوده بسبب الظلم الاجتماعي الذي عاشوه أثناء خدمتهم داخل حدود المملكة البيزنطية. وعندما قطع التجار المسلمون تعاقدهم رافق ذلك شعور عميق بالإساءة للإسلام والمؤمنين منه ومن خلفائه الأقوياء مثل هرقل وغيرهم ممن كانوا يقبعون خارج نطاق سيطرته السياسية والعسكرية. وبالتالي أدى تصعيد الوضع الأمني والدبلوماسي إلي إعلان حالة الحرب الرسمية ضد الرومان الشرقيين الذين أصبحت لديهم اليد العليا ولكن لفترة قصيرة فقط!

بعد صدور الأمر الملكي بشن الحملات العسكرية على دولة الخلافة الراشدية الثانية بزعامة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تم تكليف قائد بحكمة وشجاعة كبيرين لتمثيل جيوش المسلمين وهو سعد بن أبي وقاص والذي يعد أبناء قبيلة قريش يكن له الاحترام والتقدير نظرًا لمساهماته الرائعة في العديد من الحروب الأخرى بما فيها فتح مكّة المكرمة ومشاركة بطولات أخرى بارزة أخرى مثل انتصار جيش الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر العظيمة وغزو ذات الرقاع أيضًا. وكان قد تولى مهمة إدارة الضرر الناجم عن موقف سابق لنفس القوات غير المرغوب بها والذي أسفر عن خسائر بشرية جسيمة وفقدانات مادية هائلة نتيجة مواجهة قوات ضخمة عدوها ستين ألف مقاتل فارس مقابل قوة صغيرة نسبيا قدرها ثلاثون ألف مقاتل مسلم فقط. ورغم عدم توازن القوىnumerical disparity إلا أنها أثبت قوتها وصلابتة أمام مستخدمين ذخائر متنوعة ومتقدم نوعيتها حين ذاك .

وفي خطوة مفاجأة تماماً للقوات المقابلة لها، نجح زعماء المحاربون الشباب بتوجيه ضربات موجعة لقوات العدو باستخدام مهارات عالية المستوى بالإستراتيجيات الدفاعية والاستخدام الفعال للأسلحة التقليدية المستخدمة بكفاءة اثبات مدى خبرتهم العملية وخوض تجربة ميدانية مليئة بالأشواك والمعرفة المكتسبة بالميدان المباشرة وأخيرا وليس اخيرا ، لم ينسى القيادة السياسية تشديد توصيات الامتناع عن مغبة ارتكاب مخالفات شرعية واتباع أحكام الدين الاسلامي بكل تفاصيله الجزئية لتجنب العقوبات الدنيوية والاخروية ايضا . وتميز القرار السياسي بأنه اختار مؤقت بشكل مؤقت ليسهل عملية التواصل المباشر مع مركز اتخاذ القرار التنفيذى للنظام السياسى المركزى لاتحاد الدول المتحضر فى عصره آنذاك وهو ما يعكس براعة ملك السياسة نفسه وانخفاض ترتيب سلطة الحكم المباشر للحاكم المنتخب حديثآ عوضآ عن الاعتماد الاعتماد السابق المرتكز أساسآ حول نظاما مطلق السلطة فيما اصبح تسميته لاحقا بانظمة فرديةabsolutist systems في المجتمعات القديمة المتوارثة منذ القدم .

\\*نهاية النص الموسوم بموضوع \"تاريخ ومعنى معركة القادسية\"

التعليقات