يعد "يوم بعاث"، وهو حدث سنوي مهم في الثقافة السعودية، واحداً من أهم المناسبات الدينية والتراثية التي تحتفل بها المملكة العربية السعودية كل عام. هذا اليوم يتميز بتاريخ غني ومتجذر في القيم الإسلامية والعادات المحلية. يعود اسم "بعاث" إلى قبيلة قحطان القديمة والتي كانت تسكن المنطقة قبل الإسلام وحتى الآن.
في العصور الجاهلية والإسلامية الأولى, كان يوم بعاث يُحتفل به كعيد سنوي للتذكار والتواصل الاجتماعي بين القبائل المختلفة. ولكن مع مرور الوقت وتطور المجتمع السعودي، تحول الاحتفال ليصبح مرتبطاً بشكل أساسي بممارسات الدين الإسلامي. أصبح اليوم فرصة للأمة للسجود شكرًا لله عز وجل على النعم التي يهبها لهم.
اليوم نفسه يأتي بعد عدة أيام من عيد الأضحى المبارك، ولكنه ليس جزءاً منه. يُعتبر وقت الراحة والاستجمام بالنسبة للناس بعد احتفالات العيد المجهدة. العديد من الأشخاص يستغلون هذه الفترة لإجراء الرحلات البرية أو الخلوات الروحية خارج المدن المضغوطة. كما أنه يعد موسمًا زراعيًّا هاماً إذ ينتهز الفلاحون الفرصة لزرع محاصيل جديدة تستفيد من الأمطار الغزيرة التي تهطل خلال تلك الفترة من السنة.
بالإضافة لذلك، فإن للحفاظ على تراث قبيلة قحطان دور كبير في الحفاظ على هذه المناسبة حية حتى يومنا هذا. تعليم الأطفال والشباب حول قصة بدء الاحتفال يساعد في نقل هويتهم الثقافية والدينية عبر الأجيال المقبلة.
إن فهم مراسم ودلالات يوم بعاث يساهم في دعم الوحدة الوطنية والاعتزاز بالتاريخ المشترك للمملكة العربية السعودية. إنه ليس مجرد ذكرى عابرة بل يشكل لبنة رئيسية في البنية الاجتماعية والثقافية للدولة الحديثة.