ولد الصحابي الجليل وأحد العبادلة الثلاثة أبو هريرة رضي الله عنه في بلاد اليمامة جنوب المملكة العربية السعودية الحالية، وتحديدًا في قرية تسمى "خارجة" تابعة لدوس بن أدد بن زيد مناة بن تميم. ينتمي أبو هريرة لعائلة تعيش حياة الرعي البسيطة والفلاحين، مما جعله يقضي معظم طفولته في رعاية الأغنام.
نشأ أبو هريرة ونشأته كانت نموذجية للأجيال الأولى من عرب الجزيرة العربية الذين عرفوا بالبساطة والعفة والتدين. وعلى الرغم من فقره وسفرته الأولى، إلا أن إيمانه القوي بالإسلام بعد لقائه بالأمير المسلم عبد الرحمن بن عوف، والذي دعاه للإسلام أثناء مروره عبر منطقة دوس، شكل انعطافًا كبيرًا في حياته.
بعد دخوله الإسلام، أصبح أبو هريرة من أوائل المؤمنين بالمدينة المنورة، حيث مكث هناك لمدة ست سنوات تقريبًا قبل الهجرة النبوية. لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة له فقد واجه العديد من العقبات بسبب انتمائه إلى قبيلة دوس المعروفة وقتها برفضها الدعوة الإسلامية، لكن ثباته وإخلاصه للدين الجديد جعل منه مثال يحتذى به للعديد ممن حولِه.
اشتهر أبو هريرة بحفاظه الكبير على الحديث النبوي وفهمه العميق للشريعة الإسلامية. رغم عدم قدرته على القراءة والكتابة، حافظ على حفظ آلاف الأحاديث النبوية بشكل مذهل واعتبره النبي محمد صلى الله عليه وسلم واحدًا من الأكثر حفظًا لأحاديثه خلف عبدالله بن عمر فقط لأنه يستطيع تدوين تلك الأحاديث بينما اقتصر ابو هريره علي الحفظ.
توفي أبو هريرة سنة خمسٍ وستين للهجرة تاركًا إرثًا عظيمًا من التقوى والمعرفة والشخصية المثالية التي ظلت مصدر إلهام للجماهير حتى يومنا هذا.