لماذا سميت قبة الصخرة بهذا الاسم؟

التعليقات · 0 مشاهدات

تعود جذور اسم "قبة الصخرة" إلى الموقع التاريخي والثقافي المتميز لمكان بنائها. تُعد هذه القبة أحد أهم المواقع الدينية والتاريخية في مدينة القدس، وتمثل

تعود جذور اسم "قبة الصخرة" إلى الموقع التاريخي والثقافي المتميز لمكان بنائها. تُعد هذه القبة أحد أهم المواقع الدينية والتاريخية في مدينة القدس، وتمثل رمزًا بارزًا للإرث الثقافي الإسلامي الغني. سميت القبة نسبةً إلى الصخرة المنتصرة الموجودة داخلها، والتي تعتبر نقطة مركزية لها.

بُنيت قبة الصخرة بناء على توجيه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان خلال الفترة بين عامي 685 و 691 ميلاديًا. تم اختيار التصميم المثمن للقبة لتتماشى مع طراز البناء المعماري السائد آنذاك في المنطقة. ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي لتسميتها "قبة الصخرة"، يعود بشكل مباشر إلى وجود تلك الصخرة المركزية غير النظامية الشكل والموقع الإستراتيجي لهذه القبة حولها.

الصخرة ليست مجرد جزء من الهندسة المعمارية للقبّة فقط، بل تحمل أيضًا أهمية روحية ودينية عميقة. وفقًا للتراث الإسلامي التقليدي، تشير الروايات إلى أنها المكان الذي انطلق منه النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء الرحلة الإسراء والمعراج الشهيرة. بالإضافة إلى ذلك، تعد أول قبلة توجه إليها المسلمين قبل تغيير الاتجاه نحو الكعبة المكرمة بعد بدء الهجرة النبوية الشريفة.

ومن الناحية الفنية، تتميز قبة الصخرة بتصميم داخلي فريد ينقسم إلى ثمانية أقسام تدعمها مجموعة من الأعمدة والساحات الدائرية. يتميز الجزء المركزي برمز الصخرة المضئ والدوار، بينما تقوم فوقه القبة نفسها بطول يصل إلى حوالي 34 مترًا تقريبًا، مما يخلق لوحة بانورامية مذهلة من الجمال والروعة.

أما بالنسبة للأبواب الأربع التي تؤدي الوصول لقمة الكعبة فقد صنعت جميعها باستخدام مواد عالية الجودة مثل الزجاج المطعم والخشب الرائع ذو النقوش المتقنة كهدايا ملكية مقدمة عبر العصور المختلفة بما فيها عصره.

وبالتالي فإن تسمية "قبة الصخرة" تعكس ليس فقط البنية الفيزيائية للمبنى وإنما أيضا دورها الكبير كموقع مقدس وحاضنة للتراث الإنساني والعاطفي للعالم الإسلامي.

التعليقات