في سياق الإسلام, "عتق الرقبة" يشير إلى تحرير شخص عبد من العبودية بشكل كامل. هذا الفعل ليس مجرد عملية قانونية, بل هو عمل نبيل يعزز الحرية والكرامة الإنسانية كما تؤكد عليها تعاليم الدين الإسلامي. وفقاً للشريعة الإسلامية, يعتبر عتق الرقبة عملاً صالحاً يحظى بثواب كبير عند الله تعالى.
وفقاً للقرآن الكريم والسنة النبوية, فإن عتق الرقبة يعد أحد الأعمال التي تقرب المؤمنين إلى الله وتجعل لهم فضل عظيماً. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "وَأَنْ تَعْتَقُوا رِقَابًا". هذه الآية تشجع المسلمين على تحرير العبيد كوسيلة لتحقيق الرحمة والعدالة الاجتماعية. وفي الحديث القدسي, رواها أبو هريرة -رضي الله عنه-, قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا عبادي! هل ظلمتكم فما لكم؟ فيقولون: لا يا رب. فيقول: أما عبد استغفرني وطلب مغفرتي فهو معافى... وأما عبد تاب إلي فأبدلت سيئاته حسنات." وهذا يؤكد أهمية العفو والتسامح في الإسلام وكيف يمكن أن يقود ذلك إلى المغفرة الإلهية والإصلاح الروحي.
بالإضافة لذلك, هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تشدد على قيمة عتق الرقبة. منها حديث أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بيّن فيه النبي الكريم أنه رأى رجلا في الجنة بسبب حرصه على خدمة والديه وتحريره لرقبة عبد. أيضاً, ذكر ابن عباس -رضي الله عنه -عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إن لله عباداً اختصهم برحمته وفضلهم بخيري الدنيا والآخرة هم الذين إذا ملكوا أموالاً لم يأخذوها لنفسهم ولا لأهل بيتهم ولا لجيرانهم ولكن جعلوها تسبيلاً بين الناس حتى تكون صدقةً ومتاعاً للمساكين والفقراء والأيتام والمساكين والحاج والمعسر.." وهذا الحديث يجسد مفهوم المساعدة الإنسانية والعطاء المستمر الذي ينبع من القلب وليس فقط نتيجة للأوامر القانونية أو الدينية.
تشجيع عتق الرقبة جزء مهم من الثقافة الإسلامية العامة. فهي ليست مجرد فعل إنساني بسيط ولكنه أيضا رمز للقوة الأخلاقية والشخصية لدى الأفراد والجماعة جمعاء. إنها دعوة للإحسان والمشاركة المجتمعية المتكاملة بما يعزز العدالة الاجتماعية ويحقق الأمن والاستقرار داخل مجتمع المسلمين.