الحمد والشكر هما مفهومان متداخلان غالبًا ما يتم الخلط بينهما في الثقافة الإسلامية. بينما يشار إليهما بأنهما تعبيرات عن الامتنان تجاه الله تعالى, إلا أنهما يحملان معاني وأبعاد مختلفة تستحق الاستكشاف.
الحمد هو الثناء والتقدير الإلهي الذي يعبر عنه العبد عندما يعرف نعمة الله وفضله عليه بغض النظر عما إذا كان هذا الفضل واضحاً أم مستترا. فهو يشمل كل أنواع النعم التي منحها الله للإنسان، بدءا من الصحة والممتلكات إلى الأمن والنعم الروحية. يُعتبر الحمد طاعة لله وتعبيراً عن الاعتراف بمكانتِه وعظمته وفقاً لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ عز وجل قال لأهل الجنة حين أقروا له بالنعمة وحمدوه عليها: سلوني فأعطكم". إن حمد الله عز وجل ليس مجرد فعل مؤقت ولكن أساس حياة المؤمن الصالح.
ومن ناحية أخرى, الشكر يعني الوفاء بنعمة الله والاستخدام الأمثل لها بما يرضيه سبحانه وتعالى. إنه رد فعل عملي للنعم التي نستلمها ويختلف قليلاً عن الحمد لأنه يحتوي على جانب العمل بالإضافة إلى الجانب القولي للمسلمين. يمكن للشكر أيضاً أن يكون شكراً للناس الذين قدموا لنا خدمات أو مساعدتنا بطريقة ما. يقول القرآن الكريم: "وَٱصْنَعِ ٱلرِّجـالَ وَأَهْلَكَهُمۡ مِن سُخُوطٍ وَإِلَيۡهِ تُرْجَعُونَ"، وهذا يدل على أهمية استخدام النعم لتوجيه أعمالنا نحو تحقيق رضا الله وتحقيق الفائدة العامة للمجتمع.
في الإسلام، كلا الأمرين ضروريان ويتكاملان بشكل وثيق. الحمد يمثل حالة القلب المتواضع والمشكور أمام الرب، بينما الشكر عبارة عن تنفيذ لما أمر به الدين من عمل صالح واستمراره بإخلاص. وبالتالي فإن الجمع بين هذين العنصرين يؤدي إلى خلق مجتمع صالح ومحتشم يستحق نعم خالق الأرض والسماء حق قدرها.