الحمد لله، يجوز للصائم أن يقبل زوجته في نهار رمضان، بشرط ألا يصل الأمر إلى الجماع أو إنزال المني. فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكن كان أملك الناس لإربه (رواه البخاري ومسلم). ومع ذلك، إذا خشي الصائم أن يؤدي تقبيله لزوجته إلى إنزال المني، فإنه يجب عليه الامتناع عن ذلك حتى لا يفسد صومه.
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم تقبيل الرجل امرأته في نهار رمضان، فأجاب: "تقبيل الرجل امرأته ومداعبته لها ومباشرته لها بغير الجماع وهو صائم كل ذلك جائز ولا حرج فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم، لكن إن خشي الوقوع فيما حرم الله عليه لكونه سريع الشهوة كره له ذلك، فإن أمنى لزمه الإمساك والقضاء، ولا كفارة عليه عند جمهور أهل العلم" (فتاوى الشيخ ابن باز 15/315).
أما إذا قبّل الصائم زوجته فأنزل المني، فقد فسد صومه وعليه أن يقضي يوما مكانه بعد رمضان. قال ابن قدامة رحمه الله: "إذا قبل الصائم فأمنى [أي: أنزل المني] فإنه يفطر بغير خلاف نعلمه" (المغني 4/361). ولا كفارة عليه، لأن الكفارة لا تجب إلا إذا أفسد صومه بالجماع.
ومن المهم أن يحافظ المسلم على حفظ بصره وجميع جوارحه عما يفسد به عليه صومه. فإذا كان تقبيل الزوجة أو مداعبتها قد يؤدي إلى تحريك شهوته وقد يحصل إمناء بذلك، فإن هذا يفسد صومه إذا خرج منه الإمناء.
وفي الختام، يجوز للصائم أن يقبل زوجته في نهار رمضان، ولكن يجب عليه أن يتجنب ما قد يؤدي إلى إنزال المني أو الجماع، حتى لا يفسد صومه.