الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
وضع الكحل في العين من الزينة، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عنه للتي مات زوجها وهي في حال العدة حتى تنتهي. كما ورد عن ابن عباس في تفسير "إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" أي الكحل ضعيف الإسناد، فيه مسلم الملائي أخرجه ابن جرير في تفسيره وهو ضعيف. يعارضه بالسند الصحيح عن ابن عباس الأمر بإخفاء هذه الزينة بتغطية الوجه وهو في ابن جرير عند تفسير قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:59].
وعليه؛ فلا يجوز للمرأة أن تكتحل ثم تخرج كاشفة ذلك للأجانب في الأسواق ومحل العمل أو ما شابه ذلك، وإن كان الكحل مع النقاب، فإن النقاب لا يستر العينين، بل يزيدهما الكحلُ فتنةً، وهو من فعل الكاسيات العاريات المائلات المميلات. وقد نهى الله عن ذلك إذ قال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:31]. بل نهى عما يظهر تزينها وإن خفيت الزينة، فقال: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور:31]. ثم ذكر التوبة من ذلك وحض عليها فقال: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31]. وكل ذلك في آية واحدة.
وفي الحديث: "العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام". رواه مسلم. فاتقي الله في نفسك، وبادري بالخروج من هذا المكان الذي يحرم تواجدك فيه، والذي قد أزرى بكِ، وقد تخسرين بسببه آخرتك، ولا تجعلي حبك له أشد من حبك لله ورسوله وتحمل المكاره في سبيله. قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ