فوائد روحية ونفسية لسماع القرآن الكريم

روائع القرآن الكريم ليست محصورة فقط في كونها مصدرا للتشريع والإرشاد الأخلاقي, وإنما تحمل بين طياتها كنزا هائلا من الفوائد الروحية والنفسية التي تعود ب

روائع القرآن الكريم ليست محصورة فقط في كونها مصدرا للتشريع والإرشاد الأخلاقي, وإنما تحمل بين طياتها كنزا هائلا من الفوائد الروحية والنفسية التي تعود بالنفع والفائدة على كل مسلم يحسن سماع كتاب الله وتدبره. إليكم بعض هذه البركات المتنوعة:

  1. نزول رحمة الله: يذكر القرآن الكريم قوله عز وجل "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون." إن الرحمة تبدو أكثر حضورا وشدة عندما يستمع المرء للقرآن. هذا النور الرباني يملأ النفوس بلطف واسع ومحبّة عميقة لله سبحانه وتعالى ولخلقه.
  1. الحصول على الأجر والثواب: لكل حرف تقرؤه أو تستمع إليه من القرآن عشر حسنة حسب الحديث النبوي الشريف. ولا يخفى عليكم أنّ الله مضاعف للأعمال المحبة لديه وهو صاحب الحكمة البالغة فيما يعطي مكافأة مثلى لذلك.
  1. الهداية والرشاد: يعدّ القرآن المصدر الرئيسي للرشاد والهداية لأهل التفكر والتأمّل والتطبيق العملي. فهو الطريق المؤدي لسلوك مستقيم يقود لصراط مستقيم تؤمن قلوب أصحابه وتحفظ نفوسهم ويحقق لهم السلام الداخلي.
  1. نور الدنيا والآخرة: يساعد التعامل مع كتاب الله عبر الاستماع والدراسة المتأنية على تخفيف الشبهات والشوائب الداخلية وبالتالي زيادة اليقين والقوة أمام اختبارات الحياة المختلفة سواء كانت مادية أم معنوية. وهذا النور ذاته سيكون ملاذا للسالك يوم القيامة حين يجتاز جسر جهنم بإذن الله قبل دخوله جناته المنشودة بلا حساب ولا جزاء شرعا.
  1. اقتراب من نار جهنم وانتصار عليها: اتباع نهج أهل القرآن يعني ابتعادا عن طريق الضلال والمعاصي الموصل لنيران الغضب الإلهي حال عدم الرجوع بالتوبة النصوحة. وفي الوقت نفسه فإن حياة المؤمن المقيم لتلاوة الكتاب العزيز ستكون مليئة بالأنس والسعادة لتحقيق غايتها النهائية وهي رضا رب العالمين والجنان الأعلى.
  1. سكينة وانبساط القلب: تجربة الشعور بالسلوى والسكينة أثناء سماع آيات الذكر الحكيم تأتي مباشرة بعد فهم ومعرفة معناها الحقيقي ليس فقط كتعبير لغوي ولكن كممارسات ذات معنى وفائدة حياتية عظيمة أيضا، وزخم تلك التجربة يكبر بشكل خاص إذا كان الصوت جميلاً ومتدبراً لقواعد اللغة العربية وكلمتها الرنانة الرشيقة.
  1. أهمية أدعية المصاحبة لقراءات الذكر الحكيم: يتطلب حفظ قدر كبير من الاحترام والمهابة تجاه كتاب الله خلال فترة التأمل بصوت عالٍ وغيره كذلك، وذلك بالحضور بروح خاشعة وملتزمة تماماً بمضمونه، متوقفة عند مفاهيم جديدة لاستيعاب دروس التاريخ والحكايات السابقة المبنية عليه، ودعائم رسائله الإنسانية الرائعة والتي تشكل جذور معظم أحكام دين الإسلام السمحاء الأخرى. وقد أكدت آيتان كريمتان بهذا المضمون:" ... وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" و" يا أيها الذين آمنوا أنصتوا حين يقرأ القرآن...". إذ يدعونا الخطاب القرآني هنا للتوقف عن الكلام عبثاً ولكبح جماح الطبيعة البشرية المستعجل للحوار والكلام واستبداله بالإصغاء التدريجي الوازن والذي يسمح بتقبل الرسالة كاملة ضمن وقت مناسب بحيث يتم التنفيذ لها تطبيقياً لاحقا بطريقة مدروسة تراعي جميع جوانب الشخصية المسلمة الطامحة لحياة راضية مرضية عنها رضوان الرب جل وعلى.

---


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer