حكم صبغ الشعر في الإسلام: بين الإباحة والتحريم

التعليقات · 1 مشاهدات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: صبغ الشعر من العادات التي مارسها المسلمون منذ القدم، وقد اختلف العلماء في حكمه بناء

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

صبغ الشعر من العادات التي مارسها المسلمون منذ القدم، وقد اختلف العلماء في حكمه بناءً على نوع الصبغ وطريقة استخدامه. الأصل في صبغ الشعر هو الإباحة، ما لم يكن فيه تغيير لخلق الله تعالى أو مشابهة للكفار.

يجوز صبغ الشعر بغير السواد، كالحناء ونحوها، بشرط ألا يكون فيه ضرر. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "يجوز صبغ الشعر بغير السواد، بمادة لا تضر، كالحناء ونحوها". كما يجوز صبغ الرموش بالسواد، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم: (148664).

أما إذا كان الصبغ يثبت ويدوم، فإنه يدخل في تغيير خلق الله تعالى، ويحرم حينئذ. قال القرطبي رحمه الله: "وهذه الأمور كلها: قد شهدت الأحاديث بلعن فاعلها، وأنها من الكبائر. واختلف في المعنى الذي نُهي لأجلها: فقيل: لأنها من باب التدليس. وقيل: من باب تغيير خلق الله تعالى، كما قال ابن مسعود، وهو أصح، وهو يتضمن المعنى الأول".

وعليه، فإن صبغ الشعر بالسواد الخالص لتغيير الشيب محرم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "جنبوه السواد". أما إذا كان الصبغ يغير لون الشعر دون أن يكون ثابتًا أو مشابهًا للكفار، فلا بأس به.

وفي الختام، يجب على المسلم أن يتجنب تغيير خلق الله تعالى في صبغ الشعر، وأن يحرص على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن. والله أعلم.

التعليقات