حجة الرسول: بين الإلزام العقلاني والبرهان النبوي

التعليقات · 5 مشاهدات

الحمد لله الذي أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وهدى بهدايته من يشاء من عباده. إن حجة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ليست مجرد دعوى شخصية أو رأي فردي، بل هي بر

الحمد لله الذي أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وهدى بهدايته من يشاء من عباده. إن حجة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ليست مجرد دعوى شخصية أو رأي فردي، بل هي برهان نبوي قاطع ومؤيد بالمعجزات والعجائب. هذه الحجة تتجلى في عدة جوانب، منها:

  1. الإلزام العقلاني: كما ذكرنا سابقًا، فإن استدلال الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالمنطق والعقل هو أسلوب شائع في نصوص الوحي. هذا الاستدلال يقطع حجة الخصم ويلزمه بالنتيجة، مثل قول الله تعالى: "أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ" (النحل: 17). هذا النوع من الحجة يعتمد على العقل السليم والمنطق الصحيح، مما يجعلها مقبولة لدى الجميع بغض النظر عن معتقداتهم الأصلية.
  1. البرهان النبوي: حجة الرسول، صلى الله عليه وسلم، تتجلى أيضًا في البرهان النبوي الذي جاء به من عند الله. هذا البرهان يتضمن المعجزات والعجائب التي تؤكد صدقه ونبوته. من أمثلة ذلك معجزة القرآن الكريم التي تحدى بها العرب أن يأتوا بمثله، ومعجزة شفاء المرضى وإحياء الموتى التي شهد بها صحابته الكرام.
  1. التبليغ الشامل: الرسل، عليهم الصلاة والسلام، يرشدون العقل إلى معرفة الله وما يجب أن يعرف من صفاته، ويبينون الحد الذي يجب أن يقف عنده في طلب ذلك العرفان. كما يفصلون في المخاصمات بأمر الله الصادع، ويؤيدون بما يبلغون عنه ما تقوم به المصالح العامة ولا يفوت به المصالح الخاصة.
  1. وضع الحدود العامة: الرسل يضعون حدودًا عامة بأمر الله، مثل احترام الدماء البشرية إلا بحق، وحظر تناول شيء مما كسبه الغير إلا بحق، واحترام الأعراض. هذه الحدود تسهل على الناس أن يردوا إليها أعمالهم.

في النهاية، حجة الرسول، صلى الله عليه وسلم، هي برهان نبوي قاطع ومؤيد بالمعجزات والعجائب، وهي مبنية على الإلزام العقلاني والتبليغ الشامل ووضع الحدود العامة. هذه الحجة هي دليل على صدق نبوته ورسالته، وهي دعوة للناس إلى اتباعه والاقتداء به.

التعليقات