في يوم الأحد العشرين من شهر ذي الحجة من العام العاشر للهجرة، وقف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أمام حشد كبير من المسلمين في غدير خم، ليعلن ما أصبح يُعرف بخطبة الوداع. هذه الخطبة ليست مجرد حديث عابر؛ بل هي وثيقة تاريخية ومبادئ إرشادية تتناول العديد من الجوانب الهامة لحياة المسلم.
بدأت الخطبة بتأكيد على وحدة المجتمع الإسلامي، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما المؤمنون كالجسد الواحد"، وهو تشبيه يعكس أهمية التماسك والتآلف بين أفراد المجتمع المسلم. ثم أكد على حقوق الأفراد داخل هذا المجتمع، مشددًا على احترام المرأة وحقوقها كامرأة مسلمة وأم وأخت وزوجة. كما شدد أيضًا على ضرورة التسامح والعفو لدى التعامل مع الآخرين، مستشهدا بالقول: "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب."
كما تناولت الخُطب العدالة والإصلاح الاجتماعي، محذرًا الناس من ظلم بعضهم البعض ومن الاستئثار بالقوة والثروة غير المستحقة. وفي نفس الوقت، دعا إلى إعادة الحقوق إلى أصحابها، قائلا: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حُمْر النّعم".
وفي الجزء الأخير من خطبته، ناقش النبي الأعظم الدور الذي يجب أن يلعب في الحياة الآخرة بعد الموت. ذكر أنه سيموت ويترك الأمّة تحت رعاية كتاب الله وسنة رسوله، داعيًا الجميع للتمسك بها باعتبارها إرشادات لهم حتى لقائه في اليوم الآخر. وبذلك تختم هذه الخطبة أحداث حياته الأرضية برسالة واضحة ودائمة للإرشاد والتوجيه للمجتمع المسلم. إنها تسرد ليس فقط اللحظة الأخيرة للنبي المحمدي but also a complete guide for the Muslim community to follow in his stead, ensuring that his legacy and teachings remain at the forefront of their lives.