صيام التطوع هو أحد أنواع الصيام التي يمكن للمسلم أن يختارها خارج نطاق الفرائض، مثل صيام شهر رمضان. يعتبر صيام التطوع من الأعمال الصالحة التي تكسب الحسنات وتكفر السيئات، كما أنه وسيلة لرفع الدرجات في الجنة.
وفقًا للشريعة الإسلامية، لا يشترط تبييت النية في صيام التطوع من الليل، بل يجوز إنشاء النية من النهار. هذا ما أكدته الأحاديث النبوية الشريفة، مثل حديث عائشة -رضي الله عنها- الذي رواه الإمام مسلم وغيره، حيث قالت: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: هل عندكم من شيء؟ فقلت لا، فقال: فإني إذن صائم". هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم نوى الصيام في النهار.
يشترط في صيام التطوع الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس. ومع ذلك، إذا أراد المتطوع الفطر، فلا حرج عليه في ذلك على الراجح، لأن المتطوع أمير نفسه. لكن يستحب لمن أفطر أن يقضي ذلك اليوم.
من الأمثلة على صيام التطوع صيام يوم عرفة، وصيام ستة أيام من شوال، وصيام يوم الاثنين والخميس، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر. هذه الأيام لها فضائل خاصة، وقد وردت أحاديث نبوية تشجع على صيامها.
في الختام، صيام التطوع هو عمل تطوعي يمكن للمسلم أن يختاره لزيادة حسناته وتكفير سيئاته. لا يشترط تبييت النية في صيام التطوع، بل يجوز إنشاء النية من النهار. يجب على المسلم أن يحرص على الإكثار من التطوع والتعبد في مثل هذه العبادات التي تزكو بها النفوس وتصفو بها القلوب.