تعد سورة "قل هو الله أحد" من السور المختصرة في القرآن الكريم، ولكنها تحمل في طياتها فضائل عظيمة وثوابًا كبيرًا. فقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن". هذا الحديث رواه البخاري وغيره، وقد اختلف العلماء في تفسير معنى "تعدل ثلث القرآن".
أحد التفسيرات المقترحة هو أن سورة "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن باعتبار معاني القرآن، حيث أن القرآن يتكون من ثلاثة أقسام رئيسية: الأحكام، والوعيد، والأسماء والصفات. وقد اشتملت هذه السورة على القسم الثالث، وهو الأسماء والصفات لله تعالى، مما يجعلها تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار.
تفسير آخر هو أن ثواب قراءتها يعدل ثواب قراءة ثلث القرآن، أي أن من قرأها يحصل على ثواب يساوي ثواب قراءة ثلث القرآن. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا الثواب قد يكون مع التضعيف، أي أن الثواب مضاعف.
كما ذُكر أن من عمل بما تضمنته هذه السورة من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأ ثلث القرآن. وهذا يدل على أهمية العمل بما جاء في القرآن الكريم، وليس مجرد قراءته.
ومن الجدير بالذكر أن الأحاديث التي تتحدث عن فضائل السور وثواب قراءتها كثيرة، ولكن بعضها قد يكون ضعيفًا أو كاذبًا. لذلك، يجب التحقق من صحة الأحاديث قبل الاعتماد عليها.
في الختام، سورة "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن باعتبار معانيها أو ثواب قراءتها، وهي تحمل فضائل عظيمة وثوابًا كبيرًا لمن قرأها أو عمل بما جاء فيها من إخلاص وتوحيد.
